" رحلة إلى جنةِ الحب ..."
تبدو نهايةُ الرحلةِ قدْ شارفَتْ ، ولكنها البدايةُ بالنسبةِ إلىّ ، هيَ بالفعلِ آخرُ المحطاتِ التي مررنا بها ؛ ولكني أراها الأُولى ؛ حيثُ السكينةُ التي تسبقُ المسكنِ ، والأمانُ الذي يطردُ الخوفِ .
فهنا نستظلُ بظلِّ القمرِ ، بينَ حنايا المطرِ ، نتمشى سويًا ، أمسكُ بيدِ منْ دق له قلبي ، وهَفَتْ له روحي ، ولمَعَتْ لرؤيتُه عيني، فعندما لامستْ قطراتُ المطرِ وجهي ، بل إنها لامست روحي وقلبي أولًا ، عندها أدركتُ بأنَّهُ ليسَ حلمًا ؛ وإنما واقعٌ جميلٌ ، أدركتُ حينها أنني على قيدِ منْ أُحبُّ .
لمسةُ يديكَ تلكَ تحتَ ضوءِ القمرِ لطالما حلمتُ بها ، نومًا ويقظةً ، فأنا أراكَ ثامنَ العجائبِ السبعِ ، بل أراكَ معجزتي التي دعوتُ اللهَ بها كلَّ صلاةٍ .
لمْ تحلو ليَ رحلةٌ سابقًا إلا عندمَا كنتُ معكَ ، فكلُّ الرحلاتِ متشابهةٍ إلا هذه مختلفةً كلَّ اختلافٍ ، وكلُّ القطاراتِ مملةً بل شديدةَ الرتابةِ والمللِ ، ولكني هذه المرةِ لم أشعرْ بالمللِ ولا للحظةٍ واحدةٍ وأيضًا لمْ أشعرْ بالأمانِ قبل ، إلا عندمَا حلقتُ بعالمِك ، متكئَةً على كتفِك ، نظرةُ عينيْك تكفي لتجعلَ قلبي يُحلَّقُ في السماءِ .
رؤيةُ لمعةِ عينيْكَ وأنتَ تنظرُ إليَّ وأنا أقفزُ تحتَ المطرِ كطفلَتِكَ المدللةِ ، جعلتْني أشعر ُوكأنَّني ملكتُ الدُّنيا ، وتسللُكَ خِلسةً خلفَ ظهري لتسمعَني وأنا أدعوَ اللهَ بدعوتي التي لا تنقطعُ عندَ كلِّ مطرٍ بل عندَ كل وقتِ إجابةٍ " اللَّهمَّ أصلحْهُ وأصلحْني فنلتقيَ صالحَيْن " لمْ أكُف عنها رغمَ أني الآنَ زوجتُك ، ولكنَّ قلبي يأبى أن ينفكَ عنها ، دمعةُ عينيْكَ التي جعلتْني أرغبُ بتخبئتِك بينَ ضُلوعِي سرقتَ قلبي للمرةِ الثانيةِ ، حقًا الثانية !! لا أدري كمْ مرةٍ في اليومِ تسرقُ قلبي بتلكَ العيونِ التي أسرَتْني .
أنتَ الجميعُ ؛ أو الجميعُ أنتُ لا أدري ... دُمتَ لقلبي كلَّ شيءٍ جميلٍ .
بقلم : نورا فرج مبروك .