العمر لحظة

 

نظرتُ لنفسي في المرآة، وتذكرتُ شكلي وأنا طفلة ذات شعر بنيُّ وعيون بنية جميلة، وجه صافي وملامح طفولية هادئة بريئة، تذكرتُ لعبي وبراءتي وألعابي وملابسي، فوجدتُ نفسي أبتسم تلقائيًا على تلك الذكريات الجميلة، وبعدها تذكرتُ مرحلةَ مراهقتي، وأنا شابةٌ في الخامسةِ عشر من عمري وأحلامي الوردية حين كان كل همي هو الخروج مع أصدقائي والإستمتاع بالوقت، ومراحله مِن سن العشرين، وأنا طالبة جامعية كل هدفها التخرج للعمل والإعتماد على نفسها؛ لكي تساعد عائلتها وتعيش حرة مستقلة، بنيتُ أحلامي وطموحاتي؛ لتحقيقها بعد تخرجي، ولكني واجهتُ الكثير والكثير مِن العقباتِ حتى سَرَح بي العمر ووجدتُ نفسي وصلت للأربعينِ، وأنا أبني مستقبلي؛ لتحقيق سعادتي، ولكن هل حققتُ هدفي ووصلتُ لسعادتى؟!

لا لقد غزا الشيب رأسي وتجعدت ملامح وجهي البرئية، وأدركتُ أن العمر لحظة عليكَ اِستغلالها والإستمتاع بها، نظرتُ لنفسي بالمرآةِ مجددًا، وابتسمت على ذكرياتي وعمرى الضائع ولم أتمتع به، ولكني ما زلتُ أمتلك ابتسامتي الجميلة التي تزين وجهي دائمًا، *لا توقف حياتكَ بسبب أعمالٍ دنيوية اقترب من ربكَ، واستغل لحظات سعادتكَ، فالعمر لحظة.*

ل_أماني أشرف