جريدة لَحْنّ

رئيس مجلس الإدارة / عبير محمد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

عشق يقين

 







-بقولك إيه يا يقين؟ ابعدي عني أنا مش ناقص حد دلوقتي، مش كل مرَّة هنتكلم في نفس الموضوع! 

=يقين: لا هنتكلم فيه؛ لأنِّي تعبت مش عارفة أنا مصيري معاك إيه؟! 

-عبد الله: وأنا مقولتش ليكٍ كملي معايا. 

يقين بدموع: هو ده جزاتي؟! أنا حبِّيتك! ده أنا كنت مستعدة أضحي بعمري كلُّه عشانك! 

عبد الله: وأنا مالي بكلِّ ده؟ عايزة تفضلي معايا على نفس الوضع أهلًا بيكِ، مش عايزة في ستِّين داهية. 

يقين بدموع: بقى كده يا عبد الله؟! خسارة فيك حبي، ووقتي اللي ضاع عليك، ومش عايزة أشوفك تاني. 

(أعرِّفكم بنفسي، أنا يقين أحمد، 21 سنة، تالتة آداب قسم فلسفة، وده عبدالله كان معايا في الجامعة، بس أكبر مني بسنتين وبحبُّه أوي، بس فجأة اتغير معايا وبقى حد تاني، وهنعرف السبب بعدين.)

مشيت وأنا منهارة من العياط، حب عمري يعمل فيا كدا؟ ويتخلى عني؟ ده أنا عمري ما عملت فيه حاجة وحشة! إحساس وحش أوي لمّا تكون بتحب حد ويتخلى عنك! روحت البيت وأنا قلبي بيتقطَّع مليون حتة، وعايزة أصرخ بأعلى صوتي، بس مش عارفة، يارب حلها من عندك. 


عبد الله قاعد حزين ومخنوق وقافل على نفسه الأوضة. 

أم عبد الله: لحد إمتى يا ابني هتفضل قافل على نفسك كدا؟ بقالك أكتر من أسبوع على الحال ده!

عبد الله بصوت كله وجع: مش قادر أعيش من غيرها قلبي موجوع على فراقها أوي. 

أمه: مش أنت الِّي عملت فيها وفي نفسك كدا؟ 

عبد الله: بعترف إنِّي غبي علشان فكرت إني ممكن أعيش من غيرها، آه يا أمي قلبي فيه نار. 

أمه: هقولك نصيحة روح ليها قولها الحقيقة، وشوف هي هتعمل إيه؟ لو بتحبك هتكمل معاك. 

عبد الله: مش عايز أعلقها بيا وأنا هموت، ليه أوجِّع قلبها معايا؟ 

أمه: ومن يتوكّل على الله، ويرضى بقدره، فقد أقام الإيمان، وفرغ يديه ورجليه لكسب الخير، روحلها يبني وتوكل على الله. 

عبد الله بيبوس إيد أمه وبيقوم علشان يروح عند يقين، بيروح الكلية وبيفضل يدور عليها مش بيشوفها، وبيرجع البيت وقلبه مكسور، يفضل على الحال ده أسبوع بيفضل يدور عليها ومش يلاقيها، آخر حاجة بيروح يكلم صاحبتها قدس. 

عبد الله بيأس: يعني برضو متعرفيش هي راحت فين؟ 

قدس: لا والله، حتى رقمها مقفول وأنا قلقانة عليها أوي. 

عبد الله: طيب هنعمل إيه؟ 

قدس: افتكرت حاجة، عندنا امتحان بكرة ويقين عارفة وأكيد هتيجي. 

عبد الله: يشيخة حرام عليكِ متقولي من بدري. 

قدس: وأنا مالي يا لمبي. 

عبد الله: غوري يبت من هنا. 

قدس: غور أنت ياض.

عبد الله بصوت عالي: يلَّا، غوري من هنا بدل ما أموِّتك. 

قدس طلعت تجري.


#سهيلة_محمد_وحدتي_تكفيني"

★*★*★*★*★*★*


عبد الله: يا رب حِلّهَا من عندك


في اليوم اَلتَّالِي يقف عبد الله أمام الجامعة مُنْتَظِرًا يقين، فجأةً يراها خارجةً؛ ليلحقها مناديًا عليها، لَكِنَّهَا لم تتوقف.

 يقف أمامها حاجبًا الطريق: يقين اسمعيني أرجوكي.

لم تُعِرهُ انتباهها وهمَّت لِتُكْمِلَ طريقها، لكن سرعان ما أوقفها عبد الله.

عبد الله: لمَّا أكون بَكَلِّمِك تقفي وتسمعيني لحد ما أخلِّص!

يقين بِعَصَبِيَّة: وأنا أسمعك ليه؟ أنت مين أصلًا؟

عبد الله: أنا حبيبك وهكون زوجك.

يقين باستخفاف: لو آخر راجل في الدُّنيا مش هتجوزك!

عبد الله: لا هتجوِزِك وغصب عنك؛ علشان بَحِبِّك ومش بَحِبِّ حد قدِّك.

يقين: أنتَ كدَّاب، مش أنتَ الِّي بعدت عني؟! عايز إيه تاني بعد ما دَمَّرَتْ حياتي؟!

عبد الله: والله اَلْعَظِيم بَحِبِّك أوي، وآسف على الوجع الِّي كنت سبب فيه بس عاوز فرصة تانية.

يقين: أَتَوَجَّع أكتر من كده! لا طبعًا خلاص يقين بتاعت زمان ماتت، دلوقتي يقين جديدة.

عبد الله: اسمعيني وبعد كده اعملي الِّي أنتِ عايزاه.

يقين بِعَصَبِيَّة: زهقت منك خلاص، ابعد عنِّي.

قالت ذلك وأكملت طريقها، قبل أن يستوقفها ما قاله عبد الله.

عبد الله: يقين أنا عندي السَّرَطَان! وممكن أموت في أَيّ وقت، عايزِك تسامحيني.

يقين والدُّموع تنهمر من عينيها: أنتَ بتقول إيه؟!

عبد الله: كنت خايف أقولِّك وببعدك عنِّي، علشان خايف أموت وأسيبك.

يقين: ليه مقولتش لِيَّا! مش أنا كنت أقرب حد ليك؟! ولا ده كلام؟

عبد الله بحزن: أنتِ أجمل حد دخل حياتي! بُعْدِك عَنِّي بيقتلني! يقين خلِّيكِ معايا! أنا محتاجك جمبي أوي.

يقين: مين قال إنِّي هسيبك! أنا ما صدقت لقيتك!

عبد الله: بَحِبِّك أوي، أنا جاي أطلب إيدك قبل ما أعمل العَمَلِيَّة؛ علشان تكوني معايا.

يقين: أنا هكون معاك دايمًا. 

صمتت قليلًا، ثُمَّ أكملت مُحاوِلَةً تلطيف الأجواء: أنا عايزة أكل بعد كَلِّ العياط ده.

عبد الله مبتسمًا: أنا الِّي جِبْتُه لنفسي.

يقين: عندك مانع؟

عبد الله: أنا أقدر يا رمضان.

يقين: أيوا كده، ناس مبتجيش غير بالعين الحمراء. 


تقدَّم عبد الله لخطبة يقين في يومٍ كان من أسعد أيام حياتها. بعد بضعة أيام كان موعد عَمَلِيَّة عبد الله .

دخلت يقين غرفة عبد الله في المستشفى.

يقين: إيه يا باشا؟ مالك قاعد حزين كده؟

عبد الله: اهدي عليَّا أنا واحد داخل عَمَلِيَّة كمان شويَّة مش ناقص.

يقين: صحيح والله لو عرفت إنَّك بصيت لمُمَرِّضة جُوَّا، هقتلك فاهم؟

عبد الله مصطنعًا الخوف: فاهم يا باشا.

يَدْخُل عبد الله غرفة العمليات ليغيب ثَمَان ساعاتٍ، في ذلك الوقت كانت أُمُّه ويقين ليس لهم إِلَّا قراءة القرآن وتلاوة الأدعية، حَتَّى ظهر الطبيب المسؤول عن العَمَلِيَّة.

الطبيب: الحمد لله عدَّت على خير، هو دلوقتي في العناية الْمُرَكَّزَة، وبكرة هيصحى--إن شاء الله-.

يقين باطمئنان: الحمد الله.


في اليوم التالي وفي غرفة عبد الله بعد أن أفاق.

عبد الله: يقين!

يقين والدموع في عينيها: حمد لله على السَّلَامَة يا قلب يقين. 

عبد الله: الله يسلمك، كنت خايف مشوفكيش تاني.

يقين: بعيد الشر عليك، ومش تخاف علشان قاعدة على قلبك.

عبد الله: لا بلاش قلبي؛ علشان أنتِ تقيلة أوي.

يقين: يخريبت الرخامة، أنا هطلع وأسيبك لوحدك أحسن.

عبد الله ضاحكًا: تعالي بس.

بعد شهرين من المتابعة، خرج عبد الله من المستشفى؛ لِيُحَقِّقَ أحد الأشياء الَّتِي انتظرها ثلاثَةَ سِنِين، زواجه من حبيبة قلبه ورفيقة دربه يقين.

كان واقفًا يَنْتَظِرُها، حَتَّى خرجت من الكوافير.

يقين: واقف كده ليه؟

عبد الله: أنتِ مين؟

يقين: عملك الأسود يا ظريف. 

عبد الله ضاحكًا: خلاص تأكدت إِنَّك يقين.

فتحت يقين عينيها وابتسامتها تَكادُ تَشُقُّ وجنتيها، وهي تنظر إلى طفلها زين، ثُمَّ التفتت إلى عبد الله وقالت: ده عيد زواجنا الْأَوَل، تدوم ليَّا لآخر العُمر. 


#_سهيلة_محمد_وحدتي_تكفيني"

عن الكاتب

Asmaa Almadany

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة لَحْنّ