"ونيس روحي"

 

وحيدةٌ أنا وسط عائلة بها الكثير من الأفراد، وحيدة كليلة حالكة السواد، بمفردي وسط أناس كثيرة أصابَ قلبي الشَّجن والفتور في ريعان شبابِه، بدأت الرِفاق بالتساقُط ومن ثَمَّ العائلة والمعارِف، لم  أجد معي أحد سوى كللي مرَّت عليَّ ليالٍ أبكِ بِها من فرط وحدتي، حتى الهنوف لم ترد الخروج من جوفي وحينها لَم أجِد سوى عناقُك ملجئ وكتفُك سندٌ لي، لَم تمُر عليَّ ليلةٍ واحدة بدون أن تُطمئنني أن كُل شيء سيكون على ما يُرام، كنت تَنظُر إلى عيناي المرهقتان وتقول لي: "عيناك لطيفتان سرمديًا"، ومن ثم إلى قلبي وتقول أن قلبي "هو داري المٌنزوٍ هو لي وحدي"، 

تحمَّلت شِجاري وتبرمي وعصبيتي المُفرطة، وصرت تحتويني بعناقٍ دافئ، وتتنهد تنهيدة حارة أشعُر بلهيبها على جبيني، لَم أجِد سِواك أنيسٌ لعتمة لياليَّ ولا رفيقٌ لدربٍ يأخُذُ الدَّهر بأكمله، لم أجد إلاك يؤنس وحدتي ويلطف كربتي يا ونيس روحي. 

مها بدر "كاديلاك"