أخذتُ نفسًا عميقًا، وبدأت في السير علىٰ الأقدام في جوٍ حالك الظلام، والسماء تُمطر، وأنا لا أُبالي بملابسي المُبللة، رفعتُ رأسي عاليًا وتوقفت عن السير، كم هو مُهلك التفكير في شيء لم يَحدُث بَعد!
كم هو سيء التفكير في أي شيء علىٰ المدىٰ البعيد!
يجعلك شخصًا آخر، شخصًا يخاف المُستقبل، شخصًا فاقدًا الابتسامة الغدّ، لا أعرف قراري في أن أعيش وحيدًا صواب أم خطأ؟
كل ما أعرفه أن الانعزال عن الآخرين شيء مريح، جعلني الانعزال أكثر تفكيرًا، جعلني أُفكر في حياتي والذي مَضىٰ منها، شغلني ذَلك السؤال الذي يُراودني كل ليلة، إلىٰ متىٰ؟
إلىٰ متىٰ سأظل هكذا وحيدًا؟
لستُ سيء لتلك الدرجة التي تجعل كُل مَن حولي يراني سيئًا؛ بل وفاشلًا في كُل شيء.
لستُ سيء لتلك الدرجة التي تجعلهم ينظرون لي تلك النظرة التي تقول: مَن مِثلك لا يستحق أن نُعطيه اهتمامًا؛ فأنتَ ولا شيء.
ولكني سأظلُ أنا، أنا الذي لا أُهزم بتلكَ السهولة.
*-فَـرح عـبداللٌـه*