_ركن الاعتراف
خرجت وفي قلبي بقايا ألم بعدما كانت أمل، كنت أظنهم لن يتخلوا يومًا عني، أو يتركوني في منتصف الطريق، لكنهم فعلوا واستطاعوا.
وبعد، لأي و تعبٍ وصلت إلى هذا المكان، ما أروعه مِن الخارج! وبالداخل لم أجد مصابيح كما اعتدت في سائر الأماكن التي كنت أتردد عليه، وجدته غريبًا حقًا، وكأنه يلائم حالتي طاولات متباعدة على كلٍّ منها شمعة مضيئة، وورقة وقلم.
اخترت ذلك المكان هناك في تلك الزاوية البعيدة، كأنني أتوارى عن أنظارهم جميعًا، وابتعد عن هذا العالم، وأنزوي عن الجميع؛ لقد رأتني ودققت في ملامحي، وكأن تلك الملامح تلائم قلبها، كيف حالك يا هذا؟
نظرت إليها قائلًا: لست أدري،
ربما لست بخير كسائر هؤلاء الذين يترددون على مكاننا هذا.
ماذا تعنين؟
لا شيء، لا عليك هل أستطيع خدمتك، وأقدم لك مشروبًا معينًا؟
نعم، قهوة بدون سكر، إنه مشروب العشاق المفضل، أليس كذلك؟
ضاحكًا ضحكة يشوبها الألم: نعم، هل لي أن أشاركك المشروب؟
نظرت مدققا وسط تلك العتمة؛ فإذا وجهه كأنه البدر يبعث النور في القلوب؛ لكنها ملامح وجه عابس حزين يشبه ذلك الحزن في قلبي،
ابتسمت وكأن آلامي وأحزاني ولت، نعم، تفضلي.
رأيت ابتسامتها؛ فسعدت لذلك.
ما سبب مجيئك هنا؟
لا أدري، ساقتني قدمي إلى هذا المكان، ولا أعلم كيف أتيت؟
بابتسامة: ربما ساقك القدر كي أراك.
عندها نسيت كل ما مررت به مِن حزنٍ وألم، وبدأت أقص كل شيء، وكأني أتحدث إلى نفسي بأريحية
#قصة قصيرة
#رمضان الجعفري
الجزء الأول