"وُعود المُنافقين زائفة"
صوتٌ من أقصى زاويةِ الغرفةِ يقتحمُ داخلَ قلبهِ مردداً لملم شتاتكْ، اكتفِ بذاتكْ، كفى أيها الحزين نَحيبٌ على وسادتك الصماءْ، كفى انطفاءْ، كن أنتَ على وفاقٍ، أما همْ فليسوا إلا ٓ بضعْ خيالاتٍ حمقاءْ، زائفون باتفاقْ، يجيدونْ جُل أو كُل حيل النفاقْ، تارةً أحبابْ حينْ رؤياكْ، وأخرى ينعتوكَ بالجنونِ والعدمْ يستلونْ سيوفَ الخيانة بلا رأفةً ولا ندمْ، أُناديكَ تارةً أخرى يا حزينُ من حزنكَ تجردْ، انزعْ رداءَ التسامحِ، كنْ واقعيًا لا تُسامحْ، واجه تفاهاتهمْ ومنهمٌ لا تنتظر وعودًا بالوفاءْ؛ فهمْ على النفاقِ تطبعوا، اِقلعْ عنْ عاداتِ التمسكِ والبقاءِ، عودْ قلبكْ على الصمودِ والشقاءِ، عود قلبكَ على الفراقِ، لا يئن على من رحلْ ولا يُجيد النفاق كـَبقيتهمْ، ألا يحنُ ولا يشتاقْ، اقتل ماتبقى منهُ إن غدا إليهم، زعزعْ فؤادك المكلوب، اقتل ماتبقى منكَ منْ عيوبْ، واستمعْ إلى منْ يُنادي في أنْحائكْ، فزاويةِ الغرفةِ حتماً هي إيمانُك وأمانُك.
بقلمٌ : محمد فنوحً .