صوت قطرات المطر المتساقط يهبط من السماء وكأنه يهبط على روحي فيصيبها بالذُّعر وعدم الاطمئنان؛ فأنا أخشى المطر وأخشى صوت العواصف، وأهاب الرياح التي تعصف من حولي فتقتلع جذور الأشجار، صوت حفيف الأشجار يرهبني ويجعلني أودُّ الاختباء في قوقعة صغيرةٍ دافئةٍ بعيدةٍ عن جلاجل الشتاء القاسية، صوت المطر يجعلني أشعر ببرودةٍ تقتحم أوصالي حتى وإن كنت أشعر جسديًا بالدفء إلا أن معنوياتي تصبحُ مُغلَّفةً بأنسجةٍ من الثلوجِ الباردة، ليس ضعفًا منِّي على عدمِ مقاومة أجواء الشتاء تلك، ولكن خشيةً على اللذين لا يجدون لهم ملجئًا من كل تلك الأجواء الغريبة، خشيةً على من يحتضنون أنفسهم بأنفسهم من شدَّة البرودة؛ لأنهم لا يجدون ما يُدفئون به أنفسهم ولا يمتلكون مقوماتٍ تدفئ روحهم المتهالكة من شدَّة البرودة.
لـ هند نشأت.