منذ السنوات التي مضت عندما كنا في عمر الطفولة، كنا دائمًا نحلُم بتلك اللحظة التي نكبر بها ونكون مثل هؤلاء الكبار الذين نراهم في طرقِنا، لكننا لم نعلم ما كان ينتظرُنا عندما يتحقق ذلك الحُلم، جرت بِنا الأيام والحلم أصبح حقيقةً ووجدنا أنفسنا نعيش في واقعٍ مُريب أخذنا الكبر فية دون أن نشعر، وأصبحنا نملك مسؤوليات وتشغلُنا الحياة كما كان ينشغل الكبار، لكننا لم نكن نرى مشاغلهم، فقط كل ما رأيناه حياة الكبار التي كنا نحلُم بها، وعندما أصبحنا نحن هؤلاء الكبار عُدنا نحلَم أن نرجع هؤلاء الصغار الذين كانوا يلهون ويلعبون دون الشعور بما سيحملون من مصاعب في هذه الحياة، وهكذا الوضع بين حُلمٍ في الصغر أصبح واقعًا معيش، كنا نهرول نحو الأيام الآتية، كنا نريدها أن تُسرع، أن تنطوى، إذ كان هدفنا أن نكبر بسرعة، أما الآن نريد أن نهدئ السرعة، أن نتأمل، أن نقارن؛ لكن الأيام لا تترك لنا مجالًا، وهكذا يسيطير علينا الشعور بالأسى والشجن، كنا نركض من أجل ماذا؟
والأن نحاول أن نبطئ من أجل ماذا أيضًا؟
بقلم/ إسراء خورشيد