لم نبلُغ من العمر الكثير، لكننا عرِفنا تجاعيد القلب وشعرنا بِها، ومازلنا نشعُر في كل لحظة بألمِها، وسبب كل ذلك هو الفراق الذي جاء إلينا كمحتل يأبى أن يترُك الديار التي لم تكن له في الأساس، وتغلل إلى أعماق القلب الذي بدى عليه الأسى والشجن لِمَ يحدث معه، أشخاصًا تركونا وذهبوا دون أن يلقوا الوداع قبل الرحيل، وغادروا إلى بلادٍ ليس لنا الحق في عبور حدودها، لكننا رغم ما فعلوه ورغم فراقهم، تركوا لنا كل ما يؤذي القلب ويجعله ينزف دمًا لرؤيتِه لتقلب الأيام، وأن الأشخاص الذين كانوا كل شيء لنا في هذه الحياة لم يبقَ الحق لنا أن نتذكرُها، لكن القلب لا يريد أن يعترف بهذا الفراق، ومازال يظن أن له الحق في هؤلاء الأشخاص، وبين حقيقةً يرفُضها وواقع معيش يحترق القلب في كل ثانية، وأصابته التجاعيد، وأصبح غير قادرٍ على المواجهة؛ فتبًا لأمرٍ ما عاد القلب يتحمله، وهو فراق يقتله.
بقلم/ إسراء خورشيد