جريدة لَحْنّ

رئيس مجلس الإدارة / عبير محمد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

#اسـكـريبـت#حـواء_تستطيـع بقلم الكاتبة ريهام ناجي. |جريدة لحن الأدبية والأخبارية.


#ريهام_ناجي 

"وإن أصابك حزنٌ تفاةل بأن من جَعل للحُزن سببًا جعل للفرَح أسبابًا، {فَإِنّ‌ مَعَ اْلعُسْرِ يُسْرًا}."

•••

_كنت قاعدة على الكرسي قدام المراية والبنت بتاعت الميكب أرتست بتجهزني، النهاردة أحلى يوم في حياتي، النهاردة اسمي هيتكتب على اسم اللي قلبي اختاره، حقيقي أنا مش مصدقة، اليوم اللي استنيته كتير وأخيرًا جه وهكون في بيت حب عمري. 

_ما شاء الله عليكِ، جميلة أوي. 

_قالتها البنت بتاعت الميكب بعد ما خلصت. 

_قربت مني أختِي وحضنتني وهي بتقولي: ما شاء الله عليكِ يا حبيبتي، قمر، ربنا يحفظك. 

_جت بتاعت الميكب وعرفتنا إن العريس وصل، قلبي ساعتها فضل يدق لدرجة إني حسيت إن اللي واقفين حواليا سمعوا صوت دقاته، والبسمة ارتسمت على وشي والفرحة نورته. 

_طلعت وهو كان واقف ومديني ضهره، مشيت لعنده وأنا حاسة إني هطير من الفرحة، خبطت على كتفه، لف وبصلي وهو بيبتسم، باس راسي وخدني في حضنه والزغاريد من حوالينا، طلعنا أنا وهو واحنا ماسكين في إيد بعض، فتحلي العربية بشكل رومانسي، ركبنا العربية ومشينا في طريقنا للقاعة اللي معمول فيها الفرح.

_وصلنا القاعة ودخلنا وأنا مأنكجاه على أغنية: "ادخلي عمري"، وكان الكل مستنينا، أهلي وأهله وقرايبنا وأصحابنا، وشوفت الفرحة لينا على وشهم. 

_ماما خدتني في حضنها وشُفت الدموع في عنيها، ما أنا بنتها أول فرحتها، أمي دايمًا كانت صديقة مقربة مني ومن أختي، بنحكيلها دايمًا على كل حاجة، الصغيرة قبل الكبيرة، وأول ما حبيت عمر اعترفتلها على طول وقولتلها إني بحب زميل ليا في الكلية، وهو دا الصح، لازم كل أم وأب يصاحبوا ولادهم ويسمعوا منهم ويدعموهم في قرارتهم الصح ويوعوهم في الغلط، وعلشان يطلعوا أولاد سويين.  

_قعدنا في المكان المخصص للعرسان واشتغلت الأغاني والكل كان فرحان، وبدأنا نرقص مع بعض، ورقصت سلو أنا وعمر.

_الفرح خلص وكله روح على بيته، وروحت أنا وعمر على بيتنا، غيرت الفستان ولبست إسدال واتوضيت علشان أصلي أنا وعمر.

_خلصنا صلاة وعمر حط إيده على راسي وقال دعاء الزواج، ودعينا ربنا يباركلنا في بعض. 

_عدا أسبوع وروحنا ال Honey Moon وعيشت أجمل أيام حياتي معاه، وبدأت الأيام تعدي علينا واحنا مبسوطين، عمر ينزل شغله وأنا بقعد في البيت أحضرله الغدا واستناه عبال ما يرجع، ونتغدى سوا ونقعد نسمع فيلم حلو مع بعض. 

_عدت شهور وعرفت إني حامل، وعمر بدأ يتغير في طريقته معايا، عايز كل حاجة تمشي على مزاجه، بيفرض رأيه عليا وعلى كل حاجة حتى لو قراره دا غلط، وكإني مليش رأي أو لازمة، أنا مبحبش حد يفرض عليا حاجة، وبقى كل شوية خناقات ومشاكل بنا، وأنا كنت بحاول ألم الموضوع علشان المشاكل متكبرش أكتر. 

_يعني إيه يا عمر؟ احنا متفقين على كدا قبل ما نتجوز وأنت وافقت، قولتلي إنك مش هتمنعني من استكمال دراستي وآخد الدكتوراه وأشتغل، مش دا كان كلامك ليا قبل ما نتجوز؟ هو فين دلوقتي؟

_احنا معندناش ستات تشتغل، خلاص خلصتي كليتك وأخدتِ الماجستير، كفاية عليكِ كدا، دلوقتي أنتِ بقيتِ واحدة متجوزة وكمان كام شهر هتبقي أم ومسؤولة أكتر، يعني تركيزك كله يبقى في بيتك وجوزك وعيالك، أما حكاية الدكتوراه والشغل دي تنسيها خالص، أنتِ فاهمة! 

_لا مش فاهمة يا عمر، هو خلاص علشان اتجوزت ابقى كدا أدفن أحلامي ومستقبلي في البيت والعيال؟ لا يا عمر وألف لا، أنا مستحيل ةتخلى عن مستقبلي وحلمي لمجرد إني اتجوزت خلاص وبقيت ملزومة من بيت وعيلة، دا مش عائق أبدًا، وأنا أقدر أهتم ببيتي ودراستي مع بعض. 

_لقيته حاول يرفع إيده عليا ويضربني، ودا اللي صدمني، بس قبل ما يمد إيده كنت مسكتها واتكلمت بحدة وكبرياء مستحيل أخسره قدامه. 

_إياك، إياك يا عمر تفكر تعملها وتمد إيدك عليا، كله إلا كدا، أنا مش ضعيفة يا عمر ولا هسكتلك زي ما ستات كتير سكتوا قبل كدا عن المهزلة دي وضرب أجوازهم ليهم، وكان كل مبرراتهم احنا سكتنا ومش هنتكلم علشان العيال تتربى، أنا مش زيهم، أنا ريهام ومش هسكت يا عمر، أنا اتعودت إني أكون قوية في أي موقف يحصل معايا، اتعودت أقف قصاده وأواجه مش أهرب منه، وزي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف؛ لإن من اللحظة اللي فكرت تستقوى عليا وفكرت تمد إيدك عليا لمجرد إني ست، مستحيل أقعد على ذمتك لحظة من بعدها، وأنا أه ست بس مش ضعيفة، ولا في ست عمرها كانت ضعيفة، بس أنتوا اللي بتفردوا عضلاتكم وتستقوى علينا، طلقني يا عمر.

_بصلي وضحك وقال: بتحلمي، قال أطلقك قال. 

_قرب مني وهمس في ودني: مش هنولهالك وهخليكِ تعيشِي هنا خدامة تحت رجلي. 

_بصتله باستحقار وقُلت: عارف يا عمر شعوري اتجاهك إيه دلوقتي؟ صدقني كره العالم كله بقى في قلبي من ناحيتك، وبقيت بستحقرك، وهطلقني غصب عنك يا عمر، دا إذا مكنتش حابب تتسحل في المحاكم، وأنت عارف أخويا يقدر يعمل إيه.

_حسيته اتلجلج شوية من كلامي وقال: هطلقك، بس ملكيش حاجة عندي لا أنتِ ولا اللي في بطنك، يعني لا ليكِ نفقة عدة ولا مؤخر ولا أي حاجة، وهتخرجِي من هنا بالجلبية اللي عليكِ. 

_بصتله وقُلت: لا شكلك كدا نسيت حقوق الزوجة الحامل في حالة طلاقها، تعالى أعرفك بيهم لو متعرفش، "المرأة الحامل إذا كانت مطلقة فلها نفقة عدة حتى تضع الحمل؛ لأن عدة الحامل تكون بوضع الحمل، والرجل إذا طلق زوجته؛ فعليه أن ينفق عليها حتى تنقضي عدتها، ويجب على الزوجة نفقة ولده حال الحمل وحال الرضاعة ولا يلزم الأم ذلك ولو كانت غنية، ويدخل في النفقة الآتي: تكاليف الولادة، المسكن، المأكل، والمشرب، والكسوة، وأجر الرضاعة، وما يحتاجه الولد من دواء وغيره؛ فإذا وضعت المطلقة حملها فلا نفقة لها". 

_إزاي بقى مش عايز تديني نفقة عدتي ومؤخري؟ يعني الشقة اللي أنت قاعد فيها دي ملكي. 

_خدت شنطة هدومي وروحت بيت أهلي اللي أول ما عرفوا اللي حصل وإني اتطلقت ساندوني ووقفوا جمبي، وأخويا اللي حلف ليجبلي حقي كامل منه. 

_أخدت حقي من عمر، وبقى يبعتلي كل شهر مبلغ، كنت باخده وبتبرع بيه؛ لإني مش محتاجاه، أنا حبيت أحاسبه على اللي عمله معايا بس، واستنيت أول تلت شهور من حملي، قعدتهم راحة في البيت لحد ما حملي ثبت، وبعدين ابتديت أعمل رسالة الدكتوراه اللي خدت مني سنة وشهرين، كان ربنا رزقني فيهم بابني سليم، كرست كل حياتي في سبيل إن أقدر أربيه لوحدي تربية سليمة، عارفة إنه هيواجه شوية صعوبات في المستقبل بسبب إن أمه مطلقة، وإيه يعني مطلقة؟! أنا هكون جمبه وهعلمه إنه ميستقواش على حد ضعيف، ولو المجتمع قال عني مطلقة؟ يشوفوا المطلقة دي قدرت تعمل إيه لوحدها، المطلقة اللي اشتغلت وقدرت تبني نفسها بنفسها مستنتش مساعدة من حد، المطلقة اللي كان ممكن مستقبلها وأحلامها يدمروا ويندفنوا؛ بسبب زوج معرفش يقدر مكانة الست، وشايف إن الست متنفعش لحاجة غير البيت وتربية العيال واهتمامهم بيهم وتنسى اهتمامتها هي، وهي عايزة إيه أو نفسها في إيه أو تبقى إيه؟! كل دي سلبيات المجتمع حطها إن الست متنفعش غير لكدا، عن أي مجتمع تتحدثون بحق الله؟ ما هو إلا غابة يعيش بها بعض السفهاء.

_وفي الآخر بوجه رسالة لكل ست، أنتِ مش ضعيفة بس الظروف هي اللي ضدك، وأنتِ قادرة تغيريها وتخليها في صفك، متسمحيش لجوزك أو خطيبك يستغلوا طيبتك ويستقووا عليكِ، أنتِ قوية وقد الظروف وقادرة إنك تغيريها للأحسن؛ لإنك لو استسلمتِ واتنازلتِ عن أحلامك ومستقبلك من الأول؟ اعتبري دي أول خطوة في نهايتك ونهاية كيانك، ابني كيان لنفسك بشهادتك وتعبك، ابني لنفسك اسم يستحق التقدير من كل اللي حواليه، احنا الستات مش ضُعاف، أنتِ ليكِ حقوق طالبي بيها ومتخافيش ومتتنازليش عن أي حق من حقوقك، مفيش حاجة اسمها الست ملهاش غير بيت جوزها أو الجواز اللي بيستر البنت، البنت ملهاش غير شهادتها، شهادتها هي اللي هتسترها لو حصل معاها زي اللي حصل معايا، ممكن تقدروا تقولولي الزوج عمل إيه؟ معملش حاجة للأسف، بس شوفوا التعليم والشهادة اللي للأسف البعض؛ بل الكل بقى يستهزء بيها ويقول ملهاش لازمة؟! شوفوا عملت إيه معايا؟! هي اللي سندتني، الست تقدر من غير الراجل، الراجل مش كل حاجة في حياة الست، الست ليها حياة تانية بعيدة خالص عن الراجل قادرة إنها تبنيها بقوتها وإرادتها، "أنتِ لستِ امرأة تحتاج إلى رجل، أنتِ امرأة يحتاجها الرجل". 

#تمت

عن الكاتب

Aamal Hosny

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة لَحْنّ