نحن أولئك الذين يحبون الجلوس بجوار النفاذه، نعشق التطلع إلى المارة نحن من نحب التجول بالشوارع الخالية والمكتظة في ديسمبر البارد أثناء تساقط الأمطار، لم نكن أشخاصًا فحسب؛ بل نحن من نحب امتلاك الكتب والروايات حتى بعد الانتهاء من قراءتها، نعشق رائحة القهوة، البخور والمخبوزات، كم تشعرنا تلك الأشياء بالدفء!
لسنا مِن مٓن يطمح في الحياة بالكثير؛ بل تكفينا نظرة حبيبٍ لنا بعد طول غياب، بل يعوضنا عناقًا منه عن قسوة الأيام، وكأن عناقه بمثابة اعتذارٍةمن الزمن، نحن من نحزن عند مشاهدة موقفٍ دموي؛ بل ونقيم حدادًا عند هجر أحدهم لشخصيةٍ ما في روايةٍ ما، لو أن لجلد الذات مكافأة؛ لأخذنا المركز الأول عن جدارةزلجلد ذاتنا عن ما مضى ومازال عالق بمخيلاتنا، ليس بطبعنا القسوة، ولكن نتظاهر بها؛ لنواري خلفها ضعفنا وقله حيلتنا، لم نكن يومًا سودانيين؛ بلي نحب الفرح ونعشق السعادة، ولكن الحياة ليست بعادلة لتعطينا كل شيء، وكما قُلت لك: لم نكن أشخاصًا فحسب.
# بقلم منار سرحان