- ذات مرة رأيت رجلًا يمرُّ من بين السيارات، شعرهُ أبيض واللحية والشارب بيضاء اللون، ويوجد أسفل العينان ومنطقة الأخدود بعض التجاعيد، وكان يقطع الطريق، ولكنني لاحظت شيئًا ما، أن عيناه تمتلئ بالـدمـوع وكـأن الـحــيــاة أرهـقـتـهُ بـمـا فـيـه الـكـفـايـة، لماذا رجلٌ عجوز كمثل هذا يعاني من الحياة؟
حتى تأتي السيارة مسرعة كمثل هذه السيارة البيضاء وكادت أن تصطدم بهِ وهو لا يبالي، ولكن أتى شابٌ صالحٌ وألحق بهِ. العجوز: شكرًا يا ابني إنك أنقذت حياتي. الشاب: على إيه أنت في مقام والدي، خلي بالك يا حج، العربية كانت هتخبطك لولا إني شديتك من إيدك ولحقتك في آخر لحظة. العجوز: شكرًا يا ابني، ولو إني كنت عاوزها تخبطني علشان أرتاح من ضغط الحياة. الشاب: متقلش كدا، ربنا يديك طولة العمر. فبكى، بكى حرقةً على العالم الذي سرقَ عمرهُ وهو في سن العشرين، بكى لأنه الآن في الخمسين من عمره ولكنه عمرهُ سُرق عنوانًا ولم يذق شيئًا من متاع الحياة، كُل خصلةٍ في الشعر تتحدث عن مأساة هذا الرجل وكم كان العالم قاسيًا عليهِ لدرجة جعلته أن يتمنى الموت، قست الحياة على قلبه فتفتت إلى قطعٍ صغيرة، ياليت الحياة كانت بالسهولة واليسر التي نراها في بعض عيون البشر.
- بــقــلــم الــكــاتــبة: يــارا رمــضــان