تُبهجني تلاوات القرآن، تبهجني فكرة التحدث بالفصحىٰ، تُبهجني فكرة تجمع العائلة في ليلةٍ طيبة تَجمع بين الحديث والضحكات التي تُنير الروح، تُبهجني فكرة النظر إلى الأطفال حين يضحكون وحين يدندنون بحديثٍ غير مفهومٍ نحاول تخمينه، تُبهجني فكرة الأربع جدران الحاضنة لتفاصيلي وقراراتي وسعادتي، تُبهجني فكرة النظر إلى السماء مع مشروبي المفضل، تبهجني رؤية تلاعب الستائر مع بعضها البعض بنسمات الهواء وتطاير خصلات الشعر، تُبهجني فكرة الجلوس وسط الكتب، تُبهجني فكرة قدوم سلطان الفصول ولَسعة البَرد وصوت الهواء الطلق، فكرة إطفاء جميع الأنوار وفتح النوافذ لرؤية غروب الشمس مع كوب الشاي، تُبهجني تجاعيد الأجداد الناتجة عن ابتسامتهم التي تبثُّ النور في الفؤاد، تُبهجني تهيئة الأجواء لحلول رمضان، تأسرني فكرة المسجد الصغير المخصص في زاوية المنزل للاعتكاف والتعبد، تُبهجني باقات الوَرد ورؤية الزرع والرسَائل المكتوبة بـخط اليد والبيوت القدِيمة، تُبهجني البَساطَـة.
فَـقلبِي مع كل جميلٍ هادئ، قلبي مع التفاصيل، قلبي مع النوادر.
- حَبيبة أحمَد.