البارت الثاني
في المطعم
ميادة كانت تمر على المطعم هي وعصام.
ميادة: فكرة حلوة آخر تحديثات عملتها في المطعم.
عصام: هي التحديثات مش فكرتي، دي فكرة رانيا.
ميادة باستغراب: أنا شايفة رانيا مهتمة أوي بالشغل دا.
عصام: فعلًا، رانيا بتحب إدارة المطعم، وكمان بتحب تعمل ديكورات جديدة للمكان، بسبب التحديثات اللي عملتها آخر مرة زاد شهرة المطعم أوي.
ميادة: Good، أنا بفكر أفتح مطعم جديد وتكون رانيا مديرته، إيه رأيك؟!
عصام: فكرة حلوة، وأصلًا رانيا بتحب الشغل دا.
ميادة؛ خلاص أبقى أشوف رانيا إيه في الشغل.
عصام بعد فترة صغيرة: أنتِ هتعملي إيه؟
ميادة: في إيه؟!
عصام: قصدي في إنك تمضي العقد، عتمان أكيد هيعرفك من اسمك.
ميادة: ومين قال إني هعمله باسمي الحقيقي؟
عصام: مش فاهم، إزاي يعني؟!
ميادة: يعني هستخدم قلم تحبير أكتب اسم مزيف بيه، وبعد العقد أغير الاسم وأكتب اسمي.
عصام: اوك، على كدا هروحلهم إمتى؟
ميادة: أنا هروح لوحدي هناك.
عصام: أنتِ أكيد مجنونة علشان تروحي هناك لوحدك.
ميادة: متقلقش عليا، أنا عارفة بعمل إيه.
عصام بيأس من الكلام معاها: تمام.
عصام بيلمح رانيا وصديقتها داخلين المطعم.
عصام بصدمة: يا نهار أسود.
ميادة: في إيه؟!
عصام: رانيا وأصحابها جايين معاها.
ميادة باستغراب: طيب فيها إيه؟!
عصام: دول بنات ملزقين ومش بيسبوني في حالي، زهقت منهم مع إني حذرت رانيا لو شوفتهم جايين معاكِ تاني هزعلك، بصي، أنا هدخل المطبخ قبل ما يشوفوني.
ميادة بضحك: ماشي يا أخويا.
عصام لسه هيمشي بس سمع صوت البنات من ورا.
بثينة برقة: أستاذ عصام، إزيك عامل إيه؟
دينا بسهوكة وهي تنظر ليه: وحشتنا أوي.
عصام بتوتر: أن...أنا الحمد لله، أنتم عاملين إيه؟
عصام نظر لرانيا بتوعد، ولكن هي تشير له بأنها قليلة الحيلة.
دنيا بدلع: أنا بقيت بخير لما شوفتك.
ميادة: احم. طيب يا أستاذ عصام، ادخل أنت شوف شغلك في المطبخ.
عصام: أيوة صح، أنا لازم أروح أشوف المطبخ.
يهرب عصام سريعًا وهو يحمد الله أنه هرب منهم.
ميادة وهي توجه الكلام للبنات: إزيكم يا بنات، عاملين إيه في الجامعة؟
دينا وبثينة: زفت.
ميادة: معلش، كلها كام شهر وتخلصوا منها.
بثينة: مبروك على نجاح روايتك الجديدة.
ميادة بلطف: الله يبارك فيكِ يا حبيبتي، عقبالك لما تتخرجي.
رانيا وهي توجه الكلام لميادة: تعالي اقعدي معانا شوية، دي رانيا وبثينة حابين تقعدي معاهم.
ميادة: لا خليها وقت تاني، أنا عندي شغل مهم دلوقتي، سلام.
البنات: باي.
ميادة بتخرج من المطعم وبتركب عربيتها، بس في الطريق بتلاحظ اتنين أطفال بيفتشوا في الزبالة، بس باين على لبسهم إنهم مش شحاتين، وقفت بالعربية وهي بتراقب الطفلين؛ فتذكرت نفسها وهي في سنهم كانت بتلف في المحلات علشان تلاقي شغل، في اليوم دا كانت جعانة جدًا، وشافت شخص في الوقت دا بيرمي نص ساندوتش في الزبالة، في الوقت دا حست إنها قليلة أوي لما مدت إيدها علشان تاكله، مخطرش في بالها إن سوف يأتي عليها يوم وتعيش تلك الأيام الصعبة، بس في الوقت دا ميادة لاحظت رجل كبير بيقرب من الطفلين، بس باين عليه إنه مجرم، وفهمت من حديث الرجل أنه يريد أخذهم معاه، وظهر على وش الأطفال الخوف منه، والرجل مسك إيد الأطفال وكان هيخدهم معاه، بس في الوقت دا ميادة نزلت من العربية بسرعة وجريت على الأطفال وهي تحضنهم وتبوسهم.
ميادة: حبايبي، أنا كنت هموت عليكم من الخوف.
الراجل بصوت غليظ: أنتِ تعرفيهم؟
ميادة: أيوة، دول ولادي.
الطفلين كانوا في صدمة، بس حسوا إنها هتنقذهم من الراجل دا.
ميادة: اوعدوني إنكم متمشوش تاني.
الأطفال: حاضر يا ماما.
الرجل: يا ست هانم ابقي خدي بالك منهم.
ميادة وهي تخرج بعض الفلوس من محفظتها: شكرًا، اتفضل دول، اعتبرهم شكر مني ليك.
الراجل خد الفلوس بفرح ومشى بسرعة.
الولد: شكرًا على إنقاذك لينا.
ميادة: العفو، بس أنتم بتعملوا إيه هنا؟ أنتوا تايهين؟
الولد بحزن: لا، بس ماما طردتنا من البيت علشان جوز ماما مش عايزنا في البيت.
ميادة ابتسمت بحزن وعرفت مصير الطفلين زي مصيرها، نزلت إلى مستواهم: أنا ميادة التمساح، أنتوا أسماؤكم إيه؟
الولد: أنا حسن ودي أختي سلمى، أنا أكبر منها.
ميادة: اتشرفت بمعرفتك يا حسن، تحبوا تيجوا معايا؟
سلمى: نيجي معاكِ على فين؟
ميادة: بيتي، تعيشوا معايا.
حسن: طيب احنا جعانين.
ميادة بابتسامة: اوك، تعالوا نروح مطعم قريب ناكل فيه.
ميادة بتاخد الأطفال وبيروحوا مطعم، وبعدها بتروح المول بتجبلهم لبس ولعب وكل حاجة هما محتاجينها.
..............
في شركة عتمان
أحمد كان في المكتب بيراجع حسابات الشركة، ولكن بيقطع تركيزه خبط على الباب.
أحمد: ادخل.
عمار: قالولي إنك عاوزني.
أحمد:تعالى يا عمار.
عمار وهو يجلس على الكرسي: خير.
أحمد: أنت عارف الشركة الفترة دي بتمر بأزمة كبيرة، أنا كنت محتاجك الفترة دي تقف معايا لغاية ما الأزمة دي تعدي.
عمار بتهرب وهو يضع يده على رأسه: بس أنا...
أحمد بصرامة وحزم: مفيش بس، عمار، أنا عاوزك الفترة دي تفكر في الشغل وبس، سيبك من موضوع الحفلات والكلام الفارغ دا.
عمار بضيق وهو يقف من مكانه لكي يخرج: حاضر يا أخويا، اللي تشوفه.
..............
في بيت ميادة
ميادة بتدخل من برا هي والطفلين وكانوا معاهم شنط كتير.
ميادة: زينب، خدي الأولاد في الغرفة اللي قولتلك جهزيها.
زينب: حاضر يا ست هانم.
ميادة: متنسيش، ياخدوا شاور قبل ما يناموا.
نادية: أولاد مين دول يا ميادة؟
ميادة بتاخد أمها وبتحكيلها على كل حاجة حصلت من أول ما شافتهم.
الأم: معقول في أم تعمل كدا في عيالها؟!
ميادة بحزن: أيوة معقول، أنتِ ناسية عتمان عمل إيه مع بابا مع إنه كان أخوه؟
الأم: عندك حق، الدنيا مبقاش فيها أمان، بس مسؤولية الأطفال دي كبيرة أوي.
ميادة: أنا عارفة يا ماما، بس مقدرتش أسيبهم يشوفوا العذاب اللي أنا شوفته، مقدرتش أشوف جزء تاني من ميادة بيتكون.
الأم بحزن: أنا أكتر واحدة عارفة أنتِ شوفتِ إيه في حياتك، وعارفة كمان إنك بتحاولي تعالجي الجروح اللي جواكِ عن طريق إنك تساعديهم.
ميادة: أنا بحاول أساعدهم بس مش أكتر، أنا هروح على أوضتي، عندي شغل هخلصه.
الأم: مهما حاولتِ تخبي اللي جواكِ عن الناس متنسيش إني أمك وأقدر أفهمك من عنيكِ.
ميادة بتطلع لفوق وبترتاح على السرير وبترجع بالذكريات لورا من كام سنة.
Flashback
نادية: وأبوك عمل كدا ليه؟
ياسر: أنا مش عارفة كيف أبوي يكتب الشركة كلها ليا.
نادية بقلق: أنا خايفة من أخوك عتمان، أكيد مش هيسكت على الكلام دا.
ياسر: متخافيش، أخوي عمره ما هيفكر يئذيني أبدًا.
نادية: يارب يكون كلامك صح.
عدا تلت أسابيع وياسر مسك الشركة الفترة دي.
بالليل ياسر كان قاعد مع عيلته وبيلاعب بناته، فجأة صدع رنت تليفونه من أخوه عتمان.
ياسر: أيوة يا عتمان.
عتمان: ..........
ياسر: إن شاء الله هكون عندك بعد ساعة.
نادية وهي تدخل بطبق الفواكه: أنت هتروح فين؟
ياسر: دا عتمان، عاوزني أروح عنده البيت علشان نتكلم.
نادية: يارب يصلح الحال بينكم.
ياسر: أنتِ عارفة! الفترة الأخيرة كنت مضايق أوي بسبب إنه مخاصمني.
نادية: الصراحة كان ظاهر عليك الفترة الأخيرة، بس إن شاء الله المية ترجع لمجاريها.
بعد ساعة ياسر بيروح عند عتمان، بس بيستغرب إن عتمان قابله طبيعي كإن مفيش خلاف بينهم.
عتمان: مش عاوزك تزعل مني، أنا عارف إنك ملكش ذنب في موضوع الشركة، المهم احنا أخوات متفركش الشركة باسم مين.
ياسر فرح بكلامه: فعلًا، احنا عاوزين نكون إيد واحدة وشركتي هي شركتك بالظبط.
تدخل عليهم امرأة جميلة وهي تحمل كوبايتين من العصير وتبتسم ابتسامة كاذبة، وهي زوجة عتمان.
سميرة: أيوة كدا خلوا المية ترجع لمجاريها، واحنا مهما كان أهل بردو.
ياسر العصير بيشربه، بس بعد شوية بيحس بشعور غريب وحاسس إنه دايخ.
عتمان: أنت كويس يا خوي؟
ياسر بمرح: أنا كويس أوي.
عتمان وهو يوجه الكلام لسميرة: شكل الدواء جاب مفعول، روحي هاتِ الأوراق بسرعة.
سميرة وهي تجري إلى الخارج بسرعة لتأتي ببعض الأوراق، يأخذها عتمان منها ويطلب من ياسر الذي كان لا يدرك أي شيء، وطلب منه أن يمضي على بعض الأوراق.
نكمل في البارت التالت
ميادة ماهر