جريدة لَحْنّ

رئيس مجلس الإدارة / عبير محمد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تظاهر مذيف

 

أمتلك القدرة على التظاهر بالابتسامة دائمًا، أمتلك القدرة بأن أمحي هموم الآخرين، أمتلك القدرة على التظاهر بأنني أقوى شخص على الأرض، ولكن كل هذا ليس إلا بالتظاهر؛ فهناك عالمٌ خاص، وعميق جدًا لا يعرفه أحد، ثم يتحول حزني إلى حزنٍ صامتٍ عميق، ولكني وجدتُ بداخلي الكثير من الشخصيات، منهم: التائه، والخائف، والمضل لطريقهُ، الهادئ الذي لا يبالي، الهارب من أفكاره ويأبى المواجهة، أصبح بداخلي هشاشة كشظايا البلور المكسور، مللتُ من ضجيج أفكاري المتناحرة، ضللتُ الطريق، ولكني لا أستطيع النهوض؛ فقد كان صمودي انكسار، لم أعُد أنا مُنذ أن هُزمت؛ فقد انكسر كل شيء، سئمت انهزامي المتكرر، وقد نفذت طاقتي واستنزفت الحروب جوارحي، أصبحتُ في صراع دائم لا مفر منهُ، ولكن كل ذلك أحمله في طيات قلبي، ولازال لدي القدرة على التظاهر بأني على ما يرام، أبتسم وأنا أتألم، أتظاهر بالقوة، ولكني ضعيف، مفعم بالحيوية، ولكن بداخلي شيبًا تعدىٰ التسعين عامًا، ليس لدي قدرة التحدث، ولكني أريد من يسمع ضجيج قلبي المكسور كأن كل شيء ظاهر هو انعكاس من أنا، علمتُ أني لم أعُد كما أنا منذ فترة طويلة، ولكني كنت أرفض الصمود، كانت تلك التفاصيل تجعلني حزينًا مهمومًا، ولكني كنت أتجاهل؛ حتى أصبحتُ مشرد الفكر، لم أعلم لماذا حزين؟

لماذا أصبحتُ هكذا؟ 

فهل الحروب جعلتني شخصًا لم أعرفه؟

من سيعمر ذلك الخراب الذي نشأ من حروبي؟

 مع من كانت تلك الحروب؟ فهل كنت أستحق أن أحارب ذاتي؟ 

فقد كنتُ المنتصر والمغلوب؛ فلم أعُد كما أنا، ولكني تظاهرتُ بالابتسام.


حنين هاني

عن الكاتب

روضة

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة لَحْنّ