جريدة لَحْنّ

رئيس مجلس الإدارة / عبير محمد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

*قصة الاستشهاد*


 
جلستُ وحيدة في غرفتي، بين أربع جُدران، أتذكر عيناه التي كنتُ عندما أنظر إليها أقع في سحرها، أشعر بِملمسْ يداه بين يداي، أشعر بقبلتهُ التي كان يطبعها علىٰ جبيني في كُل ليلة، أتذكر آخر لقاء وآخر حديث، أتذكر الكثير والكثير الذي لم يُنسَ مهما مرتْ الأيام والأزمنة، أتذكر ذاكَ المكان الذي شهد علىٰ أول ثمار عشقنا، أول مكان جمعنا معًا، وآخر مكانكَ المُفضل الذي فارقتْ به حياتكَ، أرض الفيروز، أرض سيناء الغالية، لم تعلم كيف فراقكَ أثر بي يا حبيب الفؤاد؟ سأظل أتذكركَ إلىٰ المماتِ، بل تَالله سأتمنىٰ أن تكون لي زوجًا في الجنة، مثلما كنتُ زوجًا في الدنيا، أتذكر أيامنا سويًا قبل مماتكَ؛ فقد قضينا معًا أربعة أشهر، كانتْ أجمل شيء علىٰ قلبي يا بطلي، وبطل سيناء.
 وكان آخر حديث دار بيننا هو الآتي:
خالد: عزيزتي، أنتِ تعلمين أني أعشقكِ ومهووس بكِ، لا بل وصلتُ لدرجة الإدمان والتملك، بل أصبحتُ أتنفسكِ.
 رضوىٰ: بل أنا أكثر منكَ لأنك كنتُ لي الأب، وتلكَ الأم والأخ، كنتَ لي السند وقتَ الحاجة إليكَ، والأمن والأمان، كنتَ لي الجميع، لا أستطيع العيش بدونكَ؛ فأنا أصبحتُ مجنونة بكَ، لا أستطيع العيش مِن دونكَ؛ فلا تتركني وترحل، مثلما تركني الباقي، فَبِاللّٰه لو تركتني ستُكسر ظهري؛ فأنتَ الأمان.
خالد: حبيبتي، بل معشوقتي، أنا لا أعرف ما بي الآن، لكني أشعر أني سأفارقكِ مدىٰ الحياة، أتمنىٰ أن تُسامحيني معشوقتي؛ فإني لم أعشق غيركِ؛ فهذا الفراق ليس بيدي.
بدأتْ الدموع بِالهُطول مثل المطر فقالتْ رضوىٰ: 
لا تقل هذا فنحن سنعيش معًا أجمل الأيام، لا لن تتركني، لن أسمح لكَ بهذا.
أخذتْ ترددها بِهيستريا شديدة خوفًا مِن فراقه؛ فإنها لا تستطيع علىٰ ذلكَ؛ فقال خالد: 
كلا محبوبتي لا أترككِ، أنا هنا بجانبكِ، لا تقلقي، سأظل بجانبكِ.
أخذ يحدثها بهذه الكلماتِ لكي يطمئن قلبها، لكن في داخله يشعر بعكس ذلكَ وأنه سيُفارقها ويتركها وحيدة تعاني في هذه الدنيا.
خالد: هيا للنوم عزيزتي؛ فأنا هنا معكِ
ليأخذها في أحضانه وهو يُحاول تهدئتها، بل في الحقيقة يُريد أن يشبع منها، يريد أن يعيش آخر ذكرياته معها في أحضانها.
أخذها في أحضانه وذهبَ في نوم عميق.

في اليوم التالي مباشرة: 
استيقظ كلاهما علىٰ صوت هاتفه
اللواء: أريدكَ الآن في الإدارة فيوجد عملية خطيرة ولابد أن تكون موجود.
خالد: حسنًا سأكون هناكَ في خلال ربع ساعة.
ليغلق معه
لينظر لها ويجدها تنظر إليه بتمعن شديد.
خالد: ما بكِ حبيبتي؟
لتفيقَ رضوىٰ علىٰ صوته.
رضوىٰ: لا يوجد شيء فقط اشتقتُ لكَ أريد أن أكون معكَ في كل لحظة.
ليأخذها في أحضانه قائلًا: 
خالد: أنا هنا معكِ فلا تقلقي عليَّ. 
سوف أذهب إلىٰ الإدارة لديَّ اجتماع صغير مع اللواء. 
رضوىٰ: حسنًا لا تتأخر في العودة إليَّ فإني أشتاق لكَ في كل لحظة.
خالد: حسنًا الوداع.
لتغضب رضوىٰ مِن ذلكَ
رضوىٰ: تبًا لكَ خالد لا تقل الوداع مرة أخرىٰ بل إلىٰ اللقاء. 
ليبتسم عليها قائلًا: 
خالد: حسنًا إلىٰ اللقاء
ليذهب إلىٰ الإدارة
وبعد فترة يعود إلىٰ المنزل شاحب الوجه ويحدث نفسه، لا أعلم كيف يبدأ الحديث معها؟
فإنها تخاف عليَّ بشدة، يَاللّٰه كن معي.
لتذهب إليه وتُعانقه وتقول: 
رضوىٰ: اشتقتُ لكَ في هذه الساعات 
ألم تشتاق إليَّ؟
خالد: أجل اشتقتُ إليكِ كثيرًا.
ليتنهد وهو يُعانقها قائلًا:
خالد: رضوىٰ أريد الحديث معكِ وأرجوُ أن تتقبلي الحديث بصدر رحب.
رضوىٰ بقلق: ما بكَ خالد؟ ماذا يُوجد؟
ليقول خالد:  لابد مِن السفر إلىٰ سيناء؛ فهناكَ يُوجد عملية خطيرة لابد مِن القضاء علىٰ المنظمات الإرهابية هناكَ، ولابد أن أذهب إلىٰ سيناء في أسرع وقت.
رضوىٰ بقلق وغضب: ألا يوجد غيركَ أنتَ؟ تعلم أني أخاف مِن فقدانكَ، لِمَ لا تقدر شعوري؟
نحن زِفافنا كان فقط مِن أسبوعين، وتريد تَركي، سيَهون عليكَ تركي، لا يهم؛ فإن هان عليكَ أنتَ، فأنا لا، أخاف عليكَ مِن كل شيء، أريدكَ أن تُقدر خوفي.
خالد: اهدئي حبيبتي؛ فإن أنفذ تعاليم الوطن.
رضوىٰ بثباتْ رغم خوفها عليها: حسنًا اذهب فإن الوطن يحتاجكَ أكثر مني،
ليبتسم علىٰ تفهمها الأمر ولكن صُدم عندما قالتْ له: أريدكَ أن تعدني أنكَ ستعود لي سالمًا.
*ظل يفكر في حديثها وهو لا يعرف إذا كان سيعود أم لا ولكن يجب أن أعدها بذلكَ*
خالد: حسنًا أعدكِ بأني سأعود.
رضوىٰ بإصرار: لا عدني بأنكَ ستعود لي سالمًا.
خالد: حسنًا أعدكِ بأني سأعود سَالمًا وسَأحافظ علىٰ نفسي.
ليخذها في أحضانه ويقول
خالد: لا تقلقي سأكون بخير.
رضوىٰ بقلق: حسنًا.
ليأخذها ويذهب إلىٰ عالم الأحلام.
رضوىٰ لديها خوف مِن الفراق، لذا تخاف علىٰ زوجها مِن الممات، ولكن إلىٰ متىٰ؛ فلابد مِن يوم ويصبح محتوم الفراق.
في اليوم التالي، كان قد تجهز خالد ويودع زوجته بكل حب وحنان 
خالد: إلىٰ اللقاء محبوبتي أراكِ في القريب العاجل. 
رضوىٰ: أريدكَ أن تتصل بي يوميًا لكي أطمئن نفسي عليكَ، عُد لي سريعًا؛ فإني أجهز لكَ مفاجأة ستفرح بها جدًا.
خالد: حقًا رضوىٰ، أتخبريني بالمفاجأة وقت الرحيل.
رضوىٰ بابتسامة مُشرقة: بالطبع لكي تعود لي وتجعله هدفًا أمامكَ، سأنتظركَ، وسأتعذب في بعدكَ، معشوقي.
خالد: إلىٰ اللقاء، أعدكِ أني لم أتأخر عليكِ.
ليذهب خالد إلىٰ سيناء ليتقابل مع أصدقائه الضباط ويرحب بهم
خالد: ما أخباركم؟ 
الضباط: حمدًا للّٰه علىٰ كل حال، أجاهز أنتَ للمداهمة؟ 
خالد: بالطبع جاهز.
الضباط: توكلنا علىٰ اللّٰه الحي الذي لا يموت.
بعد مرور أسبوعان كان قد قضىٰ خالد وزملائه علىٰ العناصر الإرهابية في سيناء، وكل يوم يتحدث مع ملكة فواده، ولكنه لا يقول لها أي شيء علىٰ هذه العملية، ولم يقل إنها نجحت مِن الأساس. 
بعد مرور يومان.
في منزل خالد. 
دق جرس الباب لتذهب رضوىٰ وتفتح الباب وتصرخ بأعلىٰ صوتها وبفرحة وبلهفة عاشق تذهب لاحتضانه: خالد اشتقتُ لكَ كثيرًا، حمدًا للّٰه أني أراكَ فإني كنتُ أموتُ شوقًا لكَ.
ليستقبلها بلهفة عاشق متيم بها: 
خالد: اشتقتُ لكِ أكثر، أنتِ لا تعلمي كيف مر عليَّ هذا الشهر مِن غير أن أرىٰ وجهكِ الملاكِ.
بعد فترة  
خالد: أخبرتيني قبل السفر أن هناكَ مفاجأة، أين هي؟
رضوىٰ بابتسامة وهي تأخذ يده وتضعها علىٰ بروز بطنها التي ظهرت قليلًا: بعد ثمانية أشهر سيشرفنا ضيف جديد يشبهكَ في كل تفاصيلكَ.
خالد بصدمة: أحقًا هذا؟ أنتِ حامل؟ سيكون لديَّ طفل منكِ؟ هذا أجمل خبر سمعته. 
وبدون سابق إنذار يخذها بين أحضانه ويدور بها مِن شدة فرحته 
لا يصدق بأنه سيكون أبًا مِن معشوقته.
 مر شهر، تلو شهر في حب وسعادة بينهما وأصبحتْ رضوىٰ في شهرها الثالث، فرحة هي وزوجها بأول مولود لهم، والتي بالكاد يكبر في رحمها، قضوا أجمل أيام حياتهم، وفيه قد نستْ رضوىٰ موضوع فراقه عنها، كان يشغلها بأقل الأشياء، ولكن هو مازال هذا التفكير ملازمه وبعد يومان، استطاع أخذ إجازة وكانت بالطبع إجازة عيد الأضحىٰ المُبارك.
 خالد: رضوىٰ.
 رضوىٰ: نعم خالد، تريد مني شيء.
 خالد: بالطبع عزيزتي.
 رضوىٰ: ماذا تريد حبيبي؟
جالد: أريد أن أهديكِ هدية العيد.
 ليخرج سلسلة جميلة مِن جيبه ويقدمها لها لتراها
 رضوىٰ إنها حقًا أكثر مِن رائعة، حقًا لن أعشقكَ مِن فراغ؛ فأنتَ مَن سكنتَ القلب منذ زمن الأزمنة، لكنكَ تعلم أني لا أحب هذه الأشياء، كل ما أريده مِن هذه الدنيا هو أنتَ فقط، أريد منكَ وعد بأن تظل معي طيلة حياتي،
 خالد بقلق: أعدكِ معشوقتي.
 رضوىٰ: خالد. 
خالد: نعم حبيبتي.
 رضوىٰ: أنتَ تعرف أن زفاف صديقتي بعد أسبوع، هل سنذهب أم لا؟
 خالد: بالطبع؛ فأنا موجود لكي أنفذ أوامر أميرتي.
رضوىٰ: أعشقكَ خالد.
 خالد: أنا أكثر.
  ها قد مر ثلاثة أيام وهما إجازة العيد، فقد قضى رضوىٰ وخالد إجازاتهم في اللهو واللعب كأنهما صغار، كان كل همه كيف يجعلها سعيدة؟ 
 ويترك لها ذكريات تتذكرها وتقصها علىٰ فلذة كبده.
 في اليوم الثالث:
 خالد: ما رأيكِ نذهب إلىٰ بيت عائلتكِ نقضي معهم اليوم؟
 رضوىٰ: حسنًا، لِمَ لا؟ بالتأكيد سنذهب.
 ليذهبا إلىٰ بيت عائلتها وقد قضوا وقت ممتع معًا ويجهزوا لزفاف صديقتها.
 ليأتي لخالد اتصال، يخبره بأنها النهاية.
 اللواء: نريدكَ أن تذهب إلىٰ سيناء اليوم، لديكَ مهمات.
 خالد: حسنًا، سأذهب.
 لتأتي رضوىٰ: ما بكَ خالد؟ لماذا شاحب الوجه هكذا؟
 خالد بقلق وخوف مِن ردة فعلها: لابد أن أذهب إلىٰ سيناء، وأنا قد وعدتكِ بأني سأقدم طلب نقل إلىٰ الإسكندرية بعد هذه المهمة.
 لينتظر ردة فعلها الذي فجأته
 رضوىٰ: اذهب خالد واعلم أن قلبي معكَ لحين عودتكَ، وأعلم أنكَ لا تخلف بوعدكَ، سأشتاق إليكَ كثيرًا.
خالد بابتسامة: هذه هي حبيبتي المتفهمة للأمر، الوداع يا ملكة قلبي، إذا حدث لي شيء فاعلمي أني استشهدتُ وحجزتُ مكان ليجمعنا معًا وبابننا في جنة خلد باقية.
رضوىٰ بغضب: ألم أقل لكَ لا تقل الوداع مرة أخرىٰ؟ لِمَ تقولها؟ بل قل إلىٰ اللقاء، وأنتَ وعدتني بأنكَ سترجع لي، ولن تخلف بوعدكَ، أليس كذلكَ؟
 خالد: بالطبع ملكة قلبي.
 ليطبع قبلة علىٰ جبينها، أريدكِ أن تظلي هنا مع أخيكِ وأنا سأذهب إلىٰ المنزل، وأحضر ملابسي، وسأرتاح قليلًا ومِن بعدها أذهب لعملي، سأشتاق إليكِ.
رضوىٰ: حسنًا.
بعد مرور يوم وهو يوم الزفاف.
خالد: حبيبتي اشتقتُ إليكِ كثيرًا، ما أخباركِ؟ وما أخبار ابننا؟ 
 رضوىٰ: نحن بخير، ننتظركَ أن تأتي، متىٰ ستأتي؟ اشتقتُ إليكَ.
خالد: يومان ثلاثة فقط وسأرجع لكِ.
 رضوىٰ: حسنًا في انتظاركَ.
 خالد: الآن أنتِ تعرفين أني كنتُ أريد أن أحضر هذا الزفاف؛ فلتفتحي لي كاميرا هاتفكِ، وأشاهد ما يحدث معكم. 
 رضوىٰ بفرحة: بالتأكيد.
 لتفتح رضوىٰ الهاتف ويشاهد ما يوجد في الزفاف، كأنه موجود معهم.
بعد انتهاء الزفاف يذهب كل منهم إلىٰ بيته ورضوىٰ إلىٰ بيتها؛ فهي اشتاقتْ لكل شيء له، ولحبيبها خالد.
لتذهب رضوىٰ إلىٰ المنزل، وذهبت إلىٰ غُرفتها، لتشاهد ورقة مطوية علىٰ سريرها، وإذا بها تفتحها ترىٰ مكتوب بها.
 *البيت معتم جدًا مِن غيركِ، تعودتُ علىٰ وجودكِ بجانبي، أعشقكِ*       
    *خالد*
لتبتسم علىٰ حركاته، أحبكَ جدًا 
 لتجد هاتفها يرن وإذا به خالد
خالد: ملكة قلبي، ما أخباركِ؟
 رضوىٰ: بخير خالد، ما أخباركَ أنتَ؟
 خالد: الحمد لله حبيبتي.
وظلوا هكذا إلىٰ أن ذهب كلاهما في النوم، لكن باللّٰه لو كانوا يعرفون أنها آخر مكالمة لن يغلقوا الهواتف أبدًا، ولن يذهبوا للنوم مطلقًا.
ثاني يوم استيقظت رضوىٰ علىٰ انقباض قلبها، لا تعرف ما بها؟ خائفة علىٰ خالد، ولكن هاتفه مغلق، لكن هي لم تبقىٰ في هذا القلق أبدًا، لتتصل علىٰ أخاها. 
 محمد: ما بكِ رضوىٰ؟ هل أنتِ بخير؟
 رضوىٰ بقلق: أنا بخير، فقط أريد منكَ أن تعرف أخبار خالد مِن اللواء.
 محمد: حسنًا، سأعرف.
 ليغلق معاها وبعد فترة يرن عليها مرة أخرى، لينقبض قلبها أكثر.
 محمد: لا تقلقي رضوى؛ فإنه تعرض لإصابة بسيطة اليوم عقب مداهمات حدثتْ في سيناء.
 لتتنفس ببطء بعد حديثه، وترتاح قليلًا إنه بخير، واللّٰه لو تعلمين ماذا حدث له ما أرتاح قلبكِ أبدًا؟
 إذ بآذان عصر يوم الجمعة يصدع في الآذان، وفي كل مكان، يأتي لها اتصال بأنه قد استشهد، ماذا؟ 
 أتمزح بالتأكيد؟
لا أنه قد وعدني بأنه سيأتي لي، بالله أقد خلف وعده، كيف؟ 
ماذا عن اللواء هو أنه قال بخير؟ كيف انقلبت الآية هكذا؟ كيف؟ 
 لقد مات زوجها وحبيبها وكل شيء بالنسبة لها، فكيف تعيش مِن دونه؟
"عن الشهيد مثلًا"
 استشهدتَ وكُتبَ اسمك ضمن الشُهداء، وذهبتَ للسماء بغير وداع، أصبح اسمكَ في قائمة شهداء سيناء، أهذا هو الوداع؟
 أم أقل إلىٰ اللقاء بغير وداع؟ تركتني وحيدة وذهبتَ للإمام، أراه يستقبلكَ في أعلىٰ درجاتِ الجنان، وما أجمل حسن الختام! رأيتَ صابرَ وعمرو يتهنون مع صديقين وأنبياءِ، رأيتَ فارس الشهداء والرفاعيّ يستقبلونكَ في حفاوة وحب وإكرامِ، وإدريس وعليَّ حارث الشهداء بصحبة رسول اللّٰه، وما أجمل أن تكن مِن ضمن الشهداء، وصلاح كأنه أول مرة يراكَ، وها أنتَ في أعلىٰ الجنان، بعدما دافعتَ عن سيناء وأم الأوطان.
لكِ هذا يا أم البطل تحياتِ لكِ يا أم الشهيد، بل أم البطل الصامد العنيد، تحياتِ لكِ فأنتِ رغم فُقدانكِ أعز ما تملكين كنتِ ولازلتِ صابرة قوية مهما مرتْ الأزمنةُ والسنين، فقدتِ ولدكِ واحَتسبتِ البطل شهيد، عانيتِ بسبب فُقدانه لكنكِ قلتِ سأصبر علىٰ فراقه وسأدعي بأن ألحقه وأكون معه ومع الصالحين، رحمكَ اللّٰه يا ولدي، رحمكَ اللّٰه واحتسبتكَ شهيد، وللّٰه الأمر مِن قَبلُ ومِن بعد يا ولدي.
بعد مرور 6 أشهر علىٰ استشهاد خالد، كان قد رزقها اللّٰه بولد يشبه أباه، أصرتْ علىٰ تسميته خالد، ليكن مثل أباه، وها أنتَ يابن البطل، أريدكَ أن تصبح مثل والدكَ، وتأتي له بحقه، لكي يرتاح.
لتفيق علىٰ صوت ابنها وهو يحاول نطق كلمات، مثل بابا لتبتسم عليه مِن وسط دموعها، اشتقتُ إليكَ خالد؛ فأنتَ الغائبُ الحاضر، سأنتظركَ لحين موعد اللقاء.
 بِـقـلـم: دينا شاهين

عن الكاتب

Asmaa Almadany

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة لَحْنّ