كتابة وتأليف أحلام خالد بعنوان:
**______في مايو ٢٠١٨
تزوجت ناريمان من شخص يكبرها بعشرة أعوام برغبة أهلها، لم يحدث أي توافق عمري أو فكري منذ اليوم الأول، في الحقيقة لم يكن زواجًا مبني على المودة والرحمة، بل كان اغتصابًا شرعيًا تحت مسمى عقد قرآن شرعي، حدث ما لم يخطر ببال أي شخص، ويصعب على الفتاة المسكينة استيعابه، فقط كانت موهومة بالفستان الأبيض، طمحت في الزفة وكونها عروس، خدعها المحتال وخدع أهلها، لم يكن في الحسبان ما جرى، كان يعاملها على أنها مدام، لم يراعي براءتها وطفولتها، هتك الطفله بداخلها، عانت طوال فترة الزواج، وعندما وصلت لمرحلة الشباب دفن شبابها أيضًا تحت مسمى أنتِ لي، لا يحق لكِ فعل أي شيء بدون موافقتي، توالت الأحداث وعم الخراب أكثر فأكثر، قتل بداخلها الأنثى، كان خائن؛ فخانها، دمر كل شيء جميل بداخلها، لم يكن ذنبها أنها خضعت لرغبة أهلها في الزواج من شخص لا تعرفه وهي طفله، كم عاشت من المعاناة، وقلة الاهتمام، وقلة الضمير مع شيطان يتمثل في صورة إنسان! وحين صرخت وتمردت على الوضع المأساوي التي تعيشه انهال عليها ضربًا وقام بتهديدها أنه سوف يشوه وجهها الجميل التي تتباهى به، إلى أن وصل به الجرم إلى أقصي الحدود.
**** (البارت الأول)
حدد موعد الزفاف في يوم الاثنين ٥/٢٨ كان أسوأ يوم في التاريخ.
ذهب العريس ليأخذ العروس من مركز تزيين العرائس، نظر إليها وابتسم من شدة جمالها وهي في كامل أناقتها، ولكن هي لا تبدو كذلك، كانت قلقة جدًا بشأن هذا اليوم، ولا تعلم ما الذي يخبئ لها القدر؟ وكيف تذهب مع رجل لبيت آخر دون أهلها لأول مرة في حياتها؟ بدأت تصب عرقًا، وارتعش جسدها، وبدأت أطرافها تشعر بالبرد، أمسك العريس بيدها وأدخلها سيارة الزفاف، وعند دخول القرية بالزفة والرقص انقطعت الكهرباء عن كامل أرجاء المدينة، واضطر الجميع بأخذ العروس إلى منزل زوجها وإنهاء الزفاف، وبدأ الحزن عليها ودمعت عيناها، صعدت على السلم ممسكة بيد عريسها ودخلت باب حجرتها خائفة.
العريس: أنا هجيبلك العشا وهناكل، ومش عايزك تخافي خالص.
العروسة نهال: أنا مش عايزة أكل.
العريس مازن: لا يا حبيبتي مش هينفع، هاتي إيدك كده، امسكِ إيدي، عايزك تتطمني خالص، أنا زوجك وحبيبك وكل دونيتك.
نهال: طيب ممكن بعد ما ناكل تسيبني وحدي ماتقربش مني؟
مازن: حاضر، بس كده؟ أهم شيء راحتك، يلا بقى كلي، أنا هأكلك بإيدي، ويلا خدي العصير ده، لازم تشربيه علشان تهدي.
نهال: مش قادرة والله أشرب.
مازن: معلش يا حبيبتي هتزعليني منك، لازم تشربي عملته بإيدي لروح قلبي مراتي.
نهال: ماتقولش مراتي طيب وهشرب وبعدها تخرج برا، أنا مابحبش حد يقعد معايا.
مازن: حاضر اللي عايزاه أنا هعمله.
شربت نهال العصير، وللأسف مازن استخدم منوم ونهال لا تبالي، ذهبت للنوم مسرعة، ولا تدري ما الذي جرى؟ حتى اليوم التالي.
*خبط الباب وفتح مازن لقي مامته على الباب، سألته: فين نهال؟ قالها: لسه ماصحيتش.
دخلت هي تبارك لها وتصحيها لقيتها مش حاسة بنفسها نهائي.
أم مازن: نهال، مالك يا بنتي كده زي ما يكون شربتي حاجة مش حاسه بنفسك؟ هي مالها يا مازن كده؟ فيها إيه؟
مازن: مالهاش يا أمي، ما هي حلوة أهي.
وفضل مازن كل يوم على هذا الحال، يشرب نهال منوم في العصير وهي لا تتذكر من يوم زفافها إلا الفستان، وقضت فترتها مع مازن بحبوب المنوم، حتى بدأت تظهر عليها أعراض جانبية، مثل: النسيان، والسرحان، وعدم التركيز، وتعب بالمعدة شديد، وحين ذهبت للطبيب أوضح لها ذلك أنها تأخذ حبوب منومة وهلوسة، انهارت نهال من البكاء ضربًا بالوجه حتى اكتشفت شرائط الحبوب بالمنزل في دولاب زوجها، واجهته أنكر بالمرة الأولى، ولكن بالثانية اعترف لها وبرر موقفه بأنها لا تطيقه ولا تقبله كزوج؛ فوجد الحل في إعطائها هذه الحبوب، بدأت المشاكل بينهم تتوالى وتزداد، حتى كشف الله لها سترة أنه إنسان غير سوي، طلبت الطلاق أكثر من مرة، ولكن رفض بشدة وبدأ يضربها ويهددها بأنه سوف يشوه وجهها لكي لا تتزوج أبدًا غيره.
نهال: أنت بتعمل فيا كده ليه؟ أنا عملت فيك إيه؟ مش كفايا أكبر مني ب ١٠سنين؟ المفروض تحتويني مش تعذبني كده، أنت سبب تعاستي.
مازن: مش هسيبك لحد غير، ي أنا كنت بغيبك عن الوعي علشان تتقبليني لأنك وأنتِ فايقة مش متقبلاني
نهال: منك لله يا شيخ، ولا عمري هتقبلك أبدًا، أنت دمرت حياتي، أذيتني نفسيًا وبدنيًا، منك لله.
وصلت رسالة في تليفون مازن بالصدفة، مسكت نهال الموبايل وجدت فيديوهات ليها معاه من داخل غرفتها وهي مغيبة عن الوعي، تم تصويرها بواسطة مازن زوجها، صرخت نهال بصوت عال: إيه ده يا محترم؟ أنت بتصورني كمان؟ أنا مراتك مش عشيقتك، أنت وصلت بيك الوقاحة للشكل ده؟
مازن: أنتِ فتحتي الفون ليه؟ وإزاي تقتحمي خصوصيتي كده؟
نهال: خصوصيتك؟ لا يا شيخ ضحكتني، حد غيرك يقول كده، على العموم الصور دي ما تفضحنيش لأنها معاك وأنت قدام ربنا والناس زوجي، يعني أنا أخصك، والصور دي لو ظهرت للناس يبقى أنت مش راجل يؤتمن على عرض ست.
مازن: أنا مش هظهرهم غير لو سبتيني واتجوزتي، هبعتهم لزوجك لو اتجوزتي غيري.
نهال: بجد أنا مصدمة والله، مصدومة من الكلام ده، على العموم لو أنا اتجوزت تاني هيكون عارف إني كنت متجوزة، وده شيء طبيعي يكون بيني وبينك، والحمد لله ظهرت على وقاحتك.
*********تكمله
أحلام خالد