من نظرة بدأت حكايتنا، يومًا وقعت عيناي على فتاة، ترتدي من الزي ما يُظهر منها جميع مفاتنها، وأنا ذاك الشاب الملتزم، كُنت أعلم أني المُخطئُ منذ البداية؛ لكنها سحرتني بجمالِها الفتان، كُنت لا أستطيع أن أتمالك نفسي، قُلت: وماذا؟ فإنها مجرد نظرة، وسيذهب كُلٌ منا لطريقه؛ لكن وفي نفس اللحظة، وأنا أنظُر إليها، رأيت عيناها التي تملُك من الجمال ما كان يشتهي إليه نفسي، وكأني لم أرَ نساء من قبل، وحدث التخطي من تلك اللحظة، والتي كانت بمثابة تغير مسار كامل بالنسبة لي، وحدث التخطي، لمجرد رأيت في عينيها التي تملُك من الضوء ما يُكفي عالمي، نظرة عبرت عن ما في أعماقها من مشاعر تجاهي، تملكت روحي، تلاقينا مرات عِدة، وكُنت أحافظ بعض الشيء على مبادئي، كنا نتلاقىٰ في أماكن عامة؛ لكني كُنت أشعُر بتأنيب كاد أن يمزقني، لكني ورغم ذاك كُنت أفعل وأُكرر، مرَّ الوقت، أصبحت لا أرىٰ ما نفعله بالشيء الخطأ؛ فأنا فقط كُنت في تشدُد مع نفسي أكثر من اللازم، أصبح التخطي يزداد يومًا تلو الآخر، لكني كُنت لا أرىٰ أنه تخطي، حتىٰ حدثت الكارثة، ماذا حدث؟
كُنت كالمجنون، أتخبط وأتخبط، هل فعَلت حقًا؟
وكان ذاك بعد فوات الآوان؛ فأنا الآن حتىٰ لا أرى بها ولو شيء من الجمال، لا أتقبل رؤيتها، فكُلما أراها أتذكر تلك الكارثة، لم أتذكر ما كُنت أمُر به حينها، حقًا لم أتذكر شيئًا على الإطلاق، لكن شيء وحيد هو الذي يتردد في ذاكرتي، قولٌ صادق (ولا تتبعوا خطوات الشيطان)، تركت صلاتي التي كانت جزءًا لا يتجزأ من حياتي؛ بل "راحتي"، وفي الحين تذكرت آية؛ (إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمُنكر)، أحقًا كُنت أملُك من الغفلة ما أنساني مبادئي وديني؟
لكنه لم يفُت الآوان، جاءت في خاطري آية: (إن الله غفور رحيم)، تُبت قبل فوات الأآوان "الموت"، كانت لا تفوت ليلة إلا وقد رأيت رؤية خير، تمنيت الموت بنية صادقة، وحينها أزفت الآزفة.
#خواطر قلم
فاطمة الزهراء شيحة
"بصمة أمل"✓