تبدأ الفرحة بهذا العيد من العشر الأوائل من ذي الحجة، وهي الأيام التي أقسم بها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة الفجر، حيث أكَّد الله في قوله تعالى: "وَلَيَالٍ عَشْر"، تُعتبر هذه الأيام من أفضل أيام السنة على الإطلاق، حيث تبدأ بالتكبير، والتهليل، والحمد، والثناء لله، والصيام، والتصدق، والإكثار من التعبد؛ حتى تأتي وقفة عيد الأضحى، وهي وقفة عرفات، وفي هذا اليوم تقشعر الأجساد من جمال منظر الحجاج وهم يقفون على جبل الرحمة، وتتعالى مطالبهم بالعفو والمغفرة من ملك الرحمة، وتتعالى أصواتهم بالتلبية، وتتزين الكعبة بردائها الجديد الذي لا مثيل لجماله، وبينما نحن نعيش في هذه الأجواء الجميلة، يأتي فجر العيد حاملًا معه الروائح الطيبة، والفرحة الغامرة بقدوم العيد، وترى العالم الإسلامي بأجمعه يعلن عن تلك الفرحة، والمساجد تتعالى أصواتها بالتكبيرات، وعندما تنتهي صلاة العيد يذهب المسلمون مباشرة إلى النحر الذي أمرنا الله به، وترى فرحة الصغار والكبار على وجوهِهم بأجواء العيد، وما يحمله من كرم وعطاء، عيدًا يحمل أبهى معاني الإسلام؛ فترى الغني يعطي الفقير، ويُدخِل على قلبه البهجة، وتُشاهد المسلمين في تكاتفٍ، ويتبادلون المعايدة والسلام، وكلٌ منا يحمل على لسانِه مبارك علينا العيد.
بقلم/ إسراء خورشيد