صباح الخير، أشرقت شمس يومٍ جديد، يومٌ آخر في حَوزتِنا، لنفعل كل ما نريده، يوم من عمرنا الذي مر منه عدة أشهر ونحن في ذاك الحجر المنزلي، أخذ من عمرنا شهورًا وأيامًا ونحن في تلك الظروف، لقد عانينا كثيرًا؛ بسبب هذا الفيروس الخَفِي، الذي يَقْتحم أجسادنا بدون سابق إنذار، يَأوى داخل جسدنا الهزيل فَيَفْتِكُ بهِ، يقضي على ما تبقى من صحةٍ باتت مأوى للفيروسات الفتَّاكة، يالَهُ من لعينٍ حقًا، يختَطف أحبائنا من بينِنا في لمح البصر، وأطبائنا الأجلاء يقفون في وجه ذلك العدو المُتَخفي، نعم عدوٌ لدُود، يأتي خِلسةً كلصٍ يسرق شيئًا ليس من حقه، يسرق شبابًا وفرحةً، يسرق عمرًا وبهجة، وجيشنا الأبيض يقف بكل صمود؛ كي يُخلصنا من هذا الوباء، نعم ضحوا من أجل حياة شعبٍ بأكمله، تركوا بيوتهم، و أطفالهم، وأسرِهم؛ كي ينقذوا ما يمكن إنقاذه، حتى أنهم لم يَغْمَض لهم جِفن منذ عدة أيام، من أجل سلامة المرضي، ملائكة الرحمة ذَوِي الملابس البيضاء، يُحلقون فوق كل مريض؛ حتى يخففوا عنه ما يعانيه ويُكابده، منذ آخر مرة قبل هجوم هذا العدو علينا كنا بخير وسلام، وإذ فجأةً تفرقنا وحُبسنا في منازلنا إجباريًا، حتى أننا لم نلتقط بعض الصور مع الأصدقاء، كذلك لم نلتقِ في الأساس، لو كنا نعرف آخر مرة التقينا أنه آخر لقاءٍ، لما كان سلامنا عاديًا، ولمَا تركنا بعضنا كلٌ يمشي في طريقة دون وداع حار وحضن دافء، لَكُنا تمسكنا بيد بعضنا لآخر دقيقة، لما كان وداعنا باهتًا كآخر مرة، لو كنا ندري، لكنا التقطنا صورًا عدة في كل مكان وكل زاوية، لكن سيأتي يوم وتعود الحياة لطبيعتها، ونعيش في أمان وسلام.
_إيمي محمد
_ كيان الرسم بالكلمات