"ماذا كانت ترتدي" بقلم الكاتبة :توسل محمد |جريدة لَحْن الأدبية والإخبارية.

 ماذا كانت ترتدي؟ 

كان هذا العنوان للمؤتمر الذي أقيم ليناقش قضية التحرش، صعدت إلى المنصة فتيات من أماكن مختلفة يسردن تفاصيل الأحداث التي تعرضن لها،

وكانت أول مشاركة هذه الفتاة " أنا أوميرا فتاة في منتصف عمرها، نشأت في مجتمع إسبانيا المتحرر، شاءت الأقدار أن أعود إلى السودان، فقد قرر أبي إكمال ما تبقى من عمره هنا؛ إلتحقت بالجامعة لأُكمِل دراستي.

كان لي حرية إختيارُ ملابسي، ولم يكنْ هذا اللبس يتناسب مع تقاليد السودان، في أحد الأيام كنتُ ذاهبة إلى المكتبة، كنت وحدي ذلك النهار، حينها ولأول مرة شعرتُ بالخوف حينما تحسستُ يدٍ في ظهري، شيء ما أوقفني ! تسمرتُ مكاني، و علتْ تلك اليد كتفي أصبح التحرش جسديًا، إلتفتُ لأجد شابًا لا يُطمئِن منظره، لابد وأنه كان متعاطياً شيئاً ما، حاولت جاهدة منعه من لمسي، ولكنه كان أقوى مني، صرخت، وبكيتُ بحرقة فأتت صديقتي إليّ، ولكن بعد فوات الأوان، بات الناس ينظرون لي نظرة تُدخل إلى نفسي الخوف، وعم الخبر كل المكان، وأكثر سؤال سمعته يُسأل ماذا كانت ترتدي؟ هل أنا السبب في الذي حصل؟ هل لملابسي دخل بذلك؟ أيعقل تعرضت للتحرش من أجل ما كنت أرتديه؟ أهذا عزائِي منكم يا بشر؟! . رفعت يدها فتاة محجبة وقالت: لا يا أُختاه ليس ما ترتديه هو السبب، نعم له دور كبيرُ بإلفات النظر إليك! لكنه ليس السبب الكافي لتعرضكِ للتحرش فأنا أقفُ أمامك اليوم وقد تعرضتُ لنفس ما حدث لكِ، وأجهشتْ بالبكاء بعدها، ثم أردفت قائله: كنت ذات ليلة أسير على الرصيف، كان الجو هادئًا، حينها أحسستُ أن أحدًا ما يتبعني، وقف أمامي وبدأ ينطق بكلمات غير لائقة، وحينها بدأ يلمسني، ضربته على وجهه فزاد في وحشيته، لم يكنْ لدي شجاعتكِ لأُخبَر العالم، ولكن الآن أنا مستعدة لقول ذلك، يجبُ أن تعلمي أن التحرش ناتج عن مرض نفسي، أختاه أنتِ تربيتِ بين أُناس لديهم حريتهم في اللبس، وكنتِ في بيئة لا تُؤيّد ذلك، وتعرضتِ للتحرش! وأنا التي كانت ترتدي الحجاب تعرضتُ كذلك للتحرش! ولم أنل غير هذا السؤال ما الذي كانت ترتديه؟."

 * التحرش عادة سيئة غير مرغوبٍ بها؛ لأنها تخالف الديّن، والعُرف، والسليقة البشرية. 

*القانون يدعم المتحرشين؛ فلو أنهم أقاموا الحد على أحدهم؛ لما تجرأ البقية بفعل هذه الفاحشة .

* التحرش ناتج عن مرضٌ نفسي، نعم لبس المرأة له دور في ذلك! ولكنه لا يُمكن أن يكون السبب، لابد من إنشاء حملة تنفي المتحرشين؛ حتى نصبح بلداً آمنْاً لكلِ إمرأة؛ سواء أكانت متحررة أو متحجبة بلبسها .

*من جهتي أرى أن من أسباب التحرش:

عدم الزواج في سن مبكرة -الملابس الفاضحة -ضعف الإيمان بالله -المواد الإباحية -التربية الخاطئة -غياب العقوبات والإدمان.

* يجب على الوالدين مراعاة أبنائهم أكثر؛ ويجب على كل فتاة المحافظة على شرفها فهو أغلى ممتلكاتها.

- بقلم الكاتبة: توسل محمد طه.