"معاناة كل كاتب."
أنت لا تعلمْ شيئًا عن معاناةِ كاتب.
شخصٌ لديه الشغف لتدوّينِ أحزانه، شخصٌ قابع في أحزانِه يُسجّلّها، يحصّر خذلانه آخر كل ليلةِ، ثمّ يأتي بقلمٍ فيدوّنُ ما بهِ من حُرقةٍ، خذلان، صفعات، ندوبٍ، تمزُقات في نياط قلبه، شهيقٌ يصيبُ قلبّه بالوخزِ، وزفيرٌ يصيبُ صدرّه بالضيقِ...
يتساءلُ القاريء الآن: لماذا تعمّد هذّهِ إلينا هذّهِ بفكرّها الخاطىء أن الكاتب فقط هو من أصابّه جورُ الحياةِ؟ لماذا تظُّن أن الكاتب فقط هو من لديهِ شعور؟
أوّد أن أُجيبّ قارئي: عزيزي أكن لك، ولمشاعرّك، وللقطعة التي هي في مركزِ صدرّك كل احترام؛ فمن منّا لم تصفع الحياةُ قلبه؟
ولكن.. دعنّي أذكرّك: أنت لديك حُزن، لديك غصات، ولديك سعادة متآكلةٌ ومحترّقة، لديك أحلامٌ زُفّت لغيرك، ولكن عزيزي.. ليس لديك الشغف لتدبيجِ هذا؛ فعليّك أن تسجّد شاكرًا للّه؛ لأنه جنّبك ثلثي عذابِ الآلامِ النفسية ألا وهو: التوّلُهِ بالكتابةِ.
"نيّرة السقّا."