*حتة من القمر*
كان اسمها قمر وتطلق علي اسمها *القمر المظلم*
هي حقًا تُشبِهَهُ بوجهها المشرق المبتسم الباهي الذي يعكس نوره علي رقة روحها الطفولية،
كانت تتميز بوحمة تغطي الجانب الأيسر من وجهها وكأنها لوحة فنية وإبدع خالقها في اختيار ألوانه، يميزها عن باقي البشر الذين أنقصوا من جمالها الداخلي قبل الخارجي من وجهة نظرهم، سارت بخطواتها المرتبكة وقدميها المرتعشتين من شدة الإرتباك وهى تجد الجميع ينظر إليها بنفور وإشمئزاز؛ وكأنها مسخ أو قبيحة، أخذت نفس عميق وهي تزفر به على مراحل متوجهة إلى غرفتها ومرآتها التي كانت تستمد منها قوتها وشجاعتها دائمًا، وهذا ما كان يميز قمر عن غيرها، ناجحة، واثقة، جميلة، وشجاعة؛ ولكن هذه المرة لم تعد قمر القوية كانت تائهة تمامًا، صمتت لبضع ثواني لتهبط دموعها ببطئ على وجهها، وهى تتذكر كل كلمة تلقتها من عائلتها التي من المفترض دعمها وسندها في هذه الحياة؛ لتكمل بوجع ممزوج بالحسرة، لماذا تجد شفقة في نظرات البعض؟ وهي تبغض كل تلك النظرات لما لايتركوها تعيش بأمان بلا ألم هى فقط تريد العيش كباقي البشر دون نفور، دون شفقة، فقليل منهم يروها مميزة والبعض حمقى، عادت متصالحة مع نفسها بسلام تام، مرددة قائلة:- لا لا لن استسلم أنا مميزة وجميلة، أنا قوية سأظل أحب نفسي وأتقبلها كما هي ليتقبلني الجميع أم لا؛ فإني أحب إبداع خالقي ولا أعترض، خرجت للجميع بصوت مرتفع، أنا الحرة التي أبت أن يحكم عليها مجتمع مثلكم، مازلت جميلة صالحة للحب في روح جميلة، جميلة يا حمقى.
الكاتبة/ نهاد رجب