جريدة لَحْنّ

رئيس مجلس الإدارة / عبير محمد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

إلتقاء بعد الفراق بقلم الكاتبة: ريهام ناجي. |جريدة لَحْن الأدبية والأخبارية.

# نوڤيــلا ـ إلتقــاء ـ بعــد ـ الفــــراق. 
# الحلقــــة ـ الثـامنــــة
# لريهــــام ـ ناجـــــــى



أود أن أخبرك أن الشُوق قد بلغ مني مابلغ. 


ـ كان الجميع يقف في حالة ذهول وصدمة مما تفوه به حمزة وأخبرهم به منذُ قليل ولم يتفوه أحدًا منهم للآن ولا يوجد غير صوت أنفاس حمزة الغاضبة بالمكان.

ـ ليهتف الكل بصدمة وإندهاش! فماذا يقول ذاك حمزة؟! يا إلهى لم يطلقها بعد!، نعم هو يكذب، يكذب لكى لا يسمح لقلبهِ وعقلهِ بنسيانها، هكذا حدّثت حكمت والدته نفسها. 

ـ لتردف بتقطع وصدمة مما تفوه به ابنها منذُ قليل وجعل الصدمة تجتاح ملامح الكل .

ـ حمزة أنت بتكذب صح بتقول كدا عشان مضغطش عليك تتجوز سارة صح ياحبيبي؟ 

ـ ليرد عليها حمزة وصدره يعلو و يهبط وصوت انفاسه العالية ليهتف بصراخ رج أركان المنزل

ـ لا دى الحقيقة أنا مطلقتش شامة مطلقتهاش.. وهى لسه مراتي وعلى ذمتي.

ـ ليقطع حديثه كف على وجهه من والدته وهى تصرخ بهِ أن يتوقف عن حديثه 

ـ لينصدم الجميع مما فعلت حكمت، ليرمقهم حمزة بنظرات غاضبة، وسارة التي حاولت التقرب منه لتهدأته ليرمقها بنظرات تحذيرية قاتلة لتسترجع إلى الخلف مرة أخرى بخوف منه، ليتركهم حمزة ويلج للخارج والغضب يملؤه. 

ـ لتقبع والدته على الأريكة خلفها تبكي مما حدث والغضب يعتريها من تلك شامة، وتلومها في نفسها أنها السبب فيما يحدث. 

ـ ليتجه كلًا منهم إلى وجهته ويستكمل ما كان يفعل قبل تلك العاصفة التى حدثت منذُ قليل، حيثُ والد حمزة لج للخارج ذاهبًا إلى شركته واتبعه سيف ابنه، وحبيبة التى صعدت لغرفتها مرة أخرى لتستكمل وضع المانيكير على أظافرها، وسارة التى اتجهت وقبعت إلى جوار خالتها تواسيها ومعها والدتها. 



ـ ذهب حمزة إلى حيثُ مكانه المفضل الذى كان يتردد عليه من الحين للآخر مع شامة قبل إنفصالهما، ربـاه ألم تعود تلك الأيام مرة أخرى، يالله لقد أشتقت إليها كثيرًا ألم تعود إليّ مرة أخرى؟!. فأحضانها كانت ملجأيِ ومسكني الآمن، كنت أشعر وكأننى طفل بين أحضانها، وماذا حدث لهذا الطفل الآن؛ لقد فقد والدته، ياليتنى أراكِ لو لمرة واحدةً لأشبع قلبي وعيناي من ملامحكِ التى لم تهجُر قلبى بعد، ولن اترككِ تذهبين وتبتعدى عني، سأتمسك بكِ كالطفل الذى يتمسك بطرف جلباب والدته من الخلف خوفاً من تركه، لقد فاق الشوق إليكِ تحملي رفقًا بقلبي عودي لقد مللتُ من البُعاد، فأنا بإنتظارك في كل برهة تمر عليا دون لقاكِ. 

ـ هكذا حدّث حمزة نفسه وهو يجلس على ركبتيه في الأرض ليصرخ بعلو صوته وهو يبكي والدموع تذرف من عيناه كالطفل الرضيع المفتقد للحنان والدته

ـ شـــــــــــــــــــــــــــامة 



ـ لتنهض شامة بفزع من فراشها وهى تتصبب عرقًا من ذلك الكابوس بالنسبة لها، فكان هناك أحدًا ينادي باسمها ويستنجد بها أن تلحق به من الغرق ولكنها لم تقدر على مساعدته وكلما اقتربت منه تبين لها طول الطريق، لتحدّث نفسها. 

ـ يا ترى إيه الحلم الغريب دا.. ومين الشخص اللى كان بيستنجد بيا؟! 

ـ ماذا !! هل هى تتسأل الآن من يكون ذاك الشخص الذى يستنجد بها؟!!، بربك شامة فلتذهبِ للجحيم ( حسناً أعلم إنكم عرفتم من هو هذا الشخص، أريد منكم أن تخبروا تلك الغبية بذلك العاشق المسكين الذى ملّ من الإنتظار بإنتظارها أن تعود يومًا). 

ـ لتعود للنوم مرة أخرى دون التفكير بالأمر. 



ـ في صباح اليوم التالي في منزل شامة 

ـ كانت تجلس بغرفتها لا تعرف ماذا تفعل؛ بعدما أخبرتها والدتها ليلة البارحة، أنّ دكتور هيثم سيأتي لخطبتها غدًا، وها هم أصبحوا في صباح اليوم الذى سيأتي بهِ، وللآن لا تعرف ماذا ترتدي لمقابلته عند مجيئه، لتدلف إليها والدتها بعدما طرقت على الباب وقطعت حيرتها تلك وهي تردف

ـ أيه يا بت الكركبة اللى انتِ عملتيها في الأوضة دى!! 

ـ فكانت الغرفة منقلبة رأسًا على عقب من كم الثياب الملاقاة على الأرض وعلى الفراش 

ـ مريم وهي تقضم أظافرها بتوتر 

ـ معلش يا ماما أنا متوترة أوي.. هتعبك معايا يا ست الكل في تنضيفها

ـ لترد عليها سناء بغضب: نعـــــــــــم يا عنيـــــــــا انضف أيه؟ لتكمل بغيظ.. كنت الخدامة الفلبنية اللى جبهالك ابوكِ 

ـ لترمقها مريم بنظرات بلهاء مردفة 

ـ أيه دا يا ماما انتِ اتعلمتِ من الروايات لتكمل ب حيرة.. حموووت وأعرف ليه اسمها الخدامة الفلبنية؟!.. ليه مش المصرية، الأمريكية، الأسبانية؟... ليه الفلبنية دي بالذات؟!. 

ـ لترد عليها والدتها بِحيرة وتفكير هي الأخرى وقد تناست موضوع تنظيف الغرفة

ـ اه تصدقي ليه يا بت؟! 

ـ لينظروا إلى الكاتبة بإستفهام لعلها تخبرهم لماذا؟، ولكنها أسأت ظنهما. 

ـ لترد عليهما هي الأخرى بإبتسامة بلهاء مثلها ارتسمت على ثغرها 

ـ حسنًا أنا الأخرى لا أعلم لما تنظروا إلي!! 

ـ لتردف مريم وهي ترمق والدتها

ـ ماما بقولك فكك منها دي واحدة هبلة أصلًا متعرفش حاجة في حياتها.. انا معرفش هي عايشة ازاى؟! دا حتى كفاية الهبد اللى هبدته النهاردة في امتحان الإنجليزي.. دي واحدة لا تفقه عن حياتها شيء... دي عايشة ببركة ربنا ودعا الوالدين ( لقد أحسستُ الآن اننى اتهزأ من القراء، حسنًا سأصمت). 

ـ لتدلف إليهم شامة وهي تردف بإستفهام وتعجب

ـ بتكلموا مين؟! 

ـ لتجاوبها مريم بلا مبالاة: لا متاخديش في بالك كنا بنتكلم مع الكاتبة في موضوع في غاية الخطورة.. وبنتفاهم فيه والحمدلله موصلناش للنتيجة لسه.. لما نوصل هنقولكِ

ـ شامة بإستفهام: كاتبة؟ كاتبة أيه!! 

ـ لترد عليها مريم بإندهاش! 

ـ ششش اسكتِ الله يخربيتك.. ازاى متعرفيش الكاتبة ريهام ناجى اللى بتكتب قصتنا!!.. اسكتِ دى لو سمعتكِ هتعمل منكِ شاورما في الحلقات الجاية

ـ لترد عليهم الكاتبة مردفة 

ـ حسناً مريم لا بأس فأنا لا أحد يعلم أننى أقبع على هذه المجرة حتى زوجى قرة عينى الذي لم يأتي بعد، إذا قابلتيه يومًا أخبريه أنني بإنتظاره 

ـ مريم بتأثر من حديث الكاتبة 

ـ تصدقِ صعبتِ عليا 

ـ لتزمجر شامة بهم مردفة بغيظ 

ـ اسكتِ منك ليها لترمق الكاتبة وهي تقول 

ـ لو سمحتِ روحِ كملى الحلقة وأنتِ ساكتة، لتنظر لمريم وهي تقول.. وأنتِ يا أبلة روحِ شوفِ هتلبسِ إيه

ـ لتردف الكاتبة بإندهاش وهي توجه حديثها لشامة قائلة 

ـ ماذا قولتِ؟! هل قولتِ لي لو سمحتِ! يا إلهى!.. عبصمد تعالى و أنظر أنا وأخيرًا لقيتُ الاحترام.. إنها تقول لى لو سمحتِ.. أوه أنا لا أصدق!! 

ـ لتزمجر بها شامة وهى تمسك برأسها من تلك الثرثارة التى لا تصمت 

ـ بس بقي امشى من هنا 

ـ لترتعب الكاتبة من صراخها وتغادر على الفور 

 ـ لتهرول مريم هي الأخرى إلى المرحاض، وسناء التى لجت للخارج فور دخول شامة للغرفة شقيقتها لتتركهم لكى يتحدثوا معًا. 
ـ لتلج شامة للخارج ومن ثم.. تتجه إلى غرفتها لتوقظ كيان التى مازالت تنام بعد، وبعدها تتجه لمساعدة والدتها في إعداد طعام الإفطار. 

ـ شامة وهى تهمس بجانب أُذن كيان لكى تستيقظ

ـ كوكو يلا يا حبيب ماما عشان تفطري

ـ لتتملل كيان وهي تتمتم بضيق 

ـ يا مامي سبينى أنام شوية كمان 

ـ لترد عليها شامة: لا يروحى يلا قومى عشان عمو اللي جاي يطلب إيد ريري

ـ لتنهض كيان بفزع من الفراش وهي تتلفت حول نفسها وتردف 

ـ فين فين.. يلا جهزيلي اللبس.. وتعالي اعمليلي شعري

ـ لتقطعها شامة بضحك: بـــــــــــــــس.. إهدي لسه بدرى.. يلا ادخلي الحمام غسلي واتوضي وصلي.. عقبال ما أحضر الفطار مع تيتة ماشي 

ـ لترد عليها كيان وهى تلج للمرحاض: ماشي 

ـ لتقول شامة وهي تذكرها: متنسيش تصلي 

ـ لتجاوبها كيان بطفولة: حاضر

ـ فشامة حريصة على أن تُعلم كيان أمور دينهم وتُعلمها عادات وتقاليد المصريين كى لا تتعلم عادات وتقاليد الغرب وتنسى دينها وعاداتهم لدرجة أن كيان أحست أنها تعيش ببيت مصرى لا في كندا. 

ـ لتلج شامة للخارج بعدما أيقظت كيان ولجت للمطبخ لمساعدة والدتها قليلًا في المنزل، فوالدتها تتعب كثيرًا في تنظيف المنزل وغيره في إحضار الطعام لهم، فهى دائمًا في الشركة تعمل، وشقيقتها مريم في الجامعة تَدرس، وتاركين المنزل على والدتهم وغير المنزل الإعتناء بكيان. 


# يتبـــــــــــــع.. 


# عارفة إن البارت مفيهوش أحداث كتيرة آسفة، وأتمنى يكون عجبكم وحبيتوا النوڤيلا.

عن الكاتب

Aamal Hosny

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة لَحْنّ