في اليوم الذي صارحتيني فيه بحبِك قبٌلتُ والدايٌ بابتسامة واسعة، أذكر أنني لم أصرخ في وجه إخوتي تلك الليلة برغمِ علو ضجيجهم، حتى أنني أحضرت لهم ألعابًا وظللتُ طيلة اليوم ألعب معهم، أذكرُ أيضًا أنني أعطيتُ الأطفال حلوى، واشتريتُ من البائعِ بعشرِ جنيهات ولكنني أعطيته عشرون، قد سمعت أم كلثوم وقتها بالرغم من عدم حبي لها، وقد رقصت أيضًا مع المارة في الطريق، حتى أنني وعلى غير العادة لم أكن ناقمٌ من مديري على سبابه لي كعادته، أذكرُ أيضًا أنني ظللتُ أتغنٌى طيلة هذا اليوم، وابتسمتُ لعابرِ سبيل؛ حتى أنني صعدت لسقفِ عِمارتنا وأخذت أُطعمُ الطير وأُغردُ معهم، كانت الحياة برائحة عبيرك، وكانت السماء على غيرِ عادتها، حتى أن القمر كان مُبتسمًا لي طيلة الليل، وتلك الهرة التي تضايقني باستمرار قد تحسستُ فروها بحنانٍ هذا اليوم، حتى أنني أتممتُ صلاتي و ناسكي هذا اليوم كاملة دون أدنى تقصير، كنتُ حقًا على غير العادة، لا أعرف إن كانت الحياة بتلك الروعة، أم أن الحب له بصمة خاصة؟
*_وفـاء طـارق_*