جريدة لَحْنّ

رئيس مجلس الإدارة / عبير محمد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

اسكريبت الحُب تنازلات، شقاءٌ وألم وحِيرة. بقلم\أحلام مُحمّد |جريدة لَحن الأدبية والأخبارية.


بقلم\أحلام مُحمّد


- ما هذهِ المصادفة الموجعة! كيف حالُك؟
= بخير، كيف حالُكِ أنتِ؟
- لماذا؟ لِمَ ابتعدت وتركتني؟ لماذا؟
= لم أبتعد، إنها الدُنيا وما بإيدينا شيء.
- لا، لا تُلقيها على الدُنيا، ليست هي من تَخلت وتركت، وليست هي من وعدت ثم أخلفَت، إنها فقط تضعنا في عدة مواقف عصيبة، تترك لنا حُرية الاختيار والتصرف.
= إذًا ترين أنني أنا من تخلى عنكِ، ترين أنني نسيتُ وعودي لكِ؟ بل هل تُنكرين حُبي وخوفي، وقلقي وحنيني المكنونين بداخلي؟ 
- لم أقُل كل هذا، إنما أنا بشر تألم قلبه وأحرقه الفراق، توجَع من الشوق والحنين؛ حتى الأفكار التي تغزوه كل ليلةٍ، أعلم أنا بحُبِك وخوفك وحتى آلامك، لكني لا أنكر شعوري بأنني لا شيء، تركتني غارِقة في جُبِّ أحزاني وحيدة، بداخلي يتمَزق، صراعٌ بين قلبي الذي يُحبك ويعلم غايتُك، وعقلي الذي يرى أن المُحِب لا يؤذي حبيبُه، لا يترُكه يتألم بين فكرةٍ وأخرى، تركتني وتعلم كم أحتاجُك، تعلم ماذا تعني لي، تعلم أنك الكَون كُله، كيف لي أن أنسى هذا الشعور؟ هيا اخبرني.
= أتعلمين! لا أستحِقكِ أنا، ولكن اعلمي أنه ليس بإرادتي، اعلمي أنه هُناك ما يعيقني عنكِ أميرتي، ثقي أنني أُحبك، أُقسم أنه لا يروقني الفراق، قلبي يُريدك، أنتِ لا تغيبين ولو للحظةٍ عني، حاضرة بقلبي وعقلي، أراكِ حولي في كُل مكان، أحترق أنا، تصبري صغيرتي فقد اقترب اللقاء؛ حيث لا فراق ولا ألم، أعتذر حتى تغفري.
- إذًا ستَعود قريبًا حقًا؟
= سأعود، ولكن عِديني ألا تَبكي، وألا تحزني؛ فأنا أشعُر بقلبك وأناتُه، فأنا أسكُنه، وهو دليلي في غُربتي ووحدتي، بدونكِ أنا غريب في وطني، وحيدٌ وسَط جماعتي،انتظريني وتصبري لنا لقاءٌ عَما قريب.

تنظُر إليه بعينان ارتَسمت عليهما الدموع، مازال أثر البكاء يُصيبهما، تستمع إلى كلماتِه الأخيرة وفي نفسها تتمنى ألّا يبتعد، ألّا يغيب فتغيب رُوحِها معه، ظلت تتأمله وهو يُفلت أناملها التي كان يُمسكهما برفق، وهو يبتعد عنها ببطءٍ شديد، تثاقلت فيه خطواته وهو يتمتم: سأعود قريبًا أميرتي، وهي تدعو ألّا يطول الفراق هذه المرة.

الحُب ما هو إلّا لوعة وشوقٌ، لا يكون الحُب حُبًا إلا إذا تزوق أهله الألم والحيرة والسعادة معًا، مزيجٌ هو بينهم، ويظل أهل الحُب يُقدسونه مهما عانوا منه.

عن الكاتب

Aamal Hosny

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة لَحْنّ