#أحـلام مُـحمّد
-آه منك يا طيف، غريبةٌ أنتِ يا أختي، لِمَ كل هذا البكاء والحزن؟ تورمت عيناكِ غاليتي، يكفي.
= اتركيني يا سارة، لا أريد أن أتحدث، أريد أن أكون وحدي، أرجوكِ.
- لن أترككِ، أنتِ أختي ولا أريد لكِ كل هذا الألم، لماذا يا طيف؟ لماذا تفعلين بقلبك وروحكِ هذا؟
= سارة، هذا ليس وقت هذه الأسئلة، ألا ترين حالتي؟! اخرجي الآن، لا أريد أن أرى أحدًا.
- لا تريدين مواجهة نفسكِ إذًا، أجيبيني، هل تستحقين هذا؟ رجلٌ ترككِ وحدك وهَرب عندما شعر بالخطر، لم يحاول من أجلك حتى، يتحكم فيكِ ويتصرف بأنانية، رجلٌ يبكيكِ كل ليلة، ولا يهتم لقلبك ولا لحزنك، لماذا تحترقين لأجله؟ لا أذكر أنه تذكرك في مرة، حتى عيد مولدك لم يتذكره، ولو لمرة واحدة طوال تلك السنوات، أصبحتِ تكرهين يوم ميلادك بسببه، ينساكِ دائمًا ويختار روحه، وأنتِ...أنتِ لازلتِ تعشقينه؛ بَل وتصدقين أنه يحبك، ألا تشعرين بهوانِ نفسك يا طيف؟!
= زاد بكائها وهي تعلم أن أختها محقة، وأنها تهاونت في حق روحها، تتمنى أن تختفي الآن، تتمنى لو تنشق الأرض وتبتلعها بلا عودة؛ حتى لا تواجه عائلتها التي حذرتها دومًا، أخفت طيف وجهها الرقيق والمبلل بين يديها قائلة: ماذا أفعل لأنقذ ما تبقى من روحي يا سارة؟ اخبريني.
- كوني قوية، ابكِ حتى تجف دموعك، ولا تعودي للبكاء مرة أخرى، ستصبحين قوية بمرور الوقت، ستسترجعين روحك، وتُرممين قلبك، وسيعود يا طيف ولن...
=قاطعتها طيف منفعلة: لن أغفر ولن أعود، ولن أنتظر عودته، أعدكِ وأعِد نفسي.
- ضمتها سارة لحضنها، وطبطبت على جروح روحها برفق قائلة: سأترككِ وحدك الآن، ولكن لوقتٍ قليل، وعندما أعود لا أريد أن أرى تلك الدموع البلهاء، أفسدتِ كُحلكِ أيتها الغبية.
= ابتسمت طيف ابتسامة خفيفة من كلماتِ أختها الأخيرة.
همت سارة للخروج من الغرفة؛ فدخل والدها ووالدتها يبتسمون من كلمات سارة، التي كانوا يتابعونها من وراء باب الغرفة، وتحركوا ناحية طيف واحتضنوا بعضهم بعضًا؛ لمواساة طيف.