نسير في هذه الحياة ونمر عليها مرور الكرام، نفرح تارة، وفي أخرى نحزن، نغدو ونلعب أيامًا، وفي غيرها نتألم ونشعر بما نحمله من مسؤوليات؛ لكننا منذُ أن جاء بِنا اللّٰه إلى هذه الحياة وهو يضعنا في اختباراتٍ كثيرة، وأول هذه الاختبارات أنه فرض علينا العيش في هذه الدنيا الكبيرة، وهي أقصى وأشد الاختبارات التي عُرضت وسوف تُعرض علينا، يأتي اللّٰه بِنا في حياة واسعة المدى؛ كي نعمل بها، ونتعرض إلى كل متاعبها؛ حتى يشاء اللّٰه ويجمعنا في دار الخلود التي لا مشقة ولا متاعب فيها؛ لذلك عند انشغالنا في أمور الدنيا يأتي اللّٰه ويُرسل لنا في كل طُرقنا اختبارات صغيرة؛ كي يرى مَن مِن عباده سوف يصبر ويتحمل تلك الاختبارات، ومن سوف يسخط عليها؟
وبينما نحن نتوه في كل ذلك يرى اللّٰه كم إنسانٍ راضٍ بما كتبه له وأبدع في اختباره، وكم من أناسٍ أخرى سخطوا وغضبوا من قضاء اللّٰه واختباراته؛ لذلك اعلموا أن طبيعة الحياة الدنيا كما أرادها اللّٰه طبيعة الاختبار الدائم؛ فكونوا ذوي صبر على اختبارات الحياة؛ فاختبار اللّٰه لنا في أمورنا كله خير، حتى وإن لم تستشعر الخير الآن؛ فالغد يحتوي على أيامٍ لا تعد، وستجد حصاد اختباراتك على هيئة خير لا يحصى ولا يعد.
بقلم/ إسراء خورشيد