من كثرة ما تحملته من آلامٍ ووجع، لم أعد أفرق ما الهيّن وما المؤلم؛ فهذا يجعلني أشعر بأنني ضائع بلا طريق، لقد حاولت أن أصمد، ولكن لم أستطِع؛ فإنني هُزمت ليس من قبل هؤلاء الأشخاص المؤذيين، لا نهائيًا، ولكن هُزمت من قبل نفسي، وهذه شر هزيمة قد تلحق بالإنسان؛ فما هنالك أكثر إخفاقًا من خسارة الذات، حينما أراهم أتذكر للتو ذكرياتي الأليمة بسببهم وأشفق على نفسي حقًا؛ فكل الأمور لها حلًا سواء بحينها، أو بعدها بفترة قصيرة، أو حتى طويلة؛ ستداوى بالتأكيد ولو حتى قليلًا، فبعض الأوجاع مهما مرَّ عليها الزمان لا تتغير وتبقى على حالتها؛ لأنها تعيش بداخلك بلحظاتها المريرة وأوقاتها الصعبة، هناك بعض الأشخاص يعتبرون ذلك شيئًا بسيطًا، ولكنه عندي ليس كذلك أبدًا، والغريب في الموضوع ذلك أنه لا يأتي هذا العذاب من أناسٍ غرباء؛ لكان أمره سهلًا، بينما ما هو مميت لي أنهم أصدقائي؛ فهل عليّ أن أجاريهم واعتبر ذلك مزاحًا، أم عليّ اتخاذ قرارًا حاسمًا بشأنهم؟
*تسنيم سعد خليفة*