إلى وتيني، لا أدري لماذا ينتابُني شعور أن الفراق سيحيل بيننا قبل أن تتقني الأبجدية؛ لتقرأي ما سطرتهُ لكِ؟
فلم أكن حينها، احتضني خِطابي ما بين ذراعيكِ؛ ستجديني حاضرة ما بين طياته.
حين تبدأ الفتاة بالانتقال من مرحلة الصِغر إلى المراهقة تشعر وكأن القلب أول الأعضاء التي تبدأ في النمو، ومن أجل مواكبة ذاك الفكر الوخيم، تظن أن الاتساع لا يشغله إلا ذاك الهدف، وألم يأتي الهدف، حينها ستبدأ هي برحلة البحث عنه، تتأرجح ما بين لذة وهم الوصول علقم حقيقة الأمر، ولأن قهر الرجال يفوق عظيم كيدنا، تجد أن في وسط الطريق تُكسر القوارير والأفئدة.
ولكن القلب يا صغيرتي كفيف، عُلقت أحلامهن على عاتق نفس الحدث، وهو إشباع الاتساع الذي تزايد مع السنوات، أليس الله بكافٍ عبده!
في الحقيقة لا أدري لِمَ خُلقتُ مختلفة عنهن؟
فلا يشغلني إلى شغفي في الأمومة، يراودني طيفك، متى امتزج الفؤاد والخيال؟
طيفك يختلسني دائمًا، أتمنى أن تسعني الأرض أنا وأحلامي التي تنتظرك، أدخر لكِ الكثير من الحب، مع بعض أغاني الصِغار، وأدخر لك اسمك الأروع؛ سأدعوكِ "فيروز"، سأحضر لكِ بعض الثياب الصفراء مع رابطة شعر تتماشى مع شعرك الأسود الفحمي الذي سترثيه مني، أتمنى ألا يكون نصيبك من الجمال محدود كما خُلقت، ولكن أتمنى أن تَرِثي مني عيناي السودويتان،وتلك العيون النرجسية التي لا تنبهر بمظاهر الخلق، تلك التي لا تحب حتى تطمئن، ووجنتان تطغيان لتُغلقا عيناكِ، أن تبسم ثغرك الجميل؛ فتُبدين أشبه بدببة الإنمي.
رَبما لا أستطيع أن أكون لكِ الأم المثالية بشكلٍ كافٍ كما فعلت أُمي، ولكن أعدك صغيرتي سأُحبك كما يفعل امرءٍ من قبل، أعدك حبيببتي إن خُذلتُ أنا فيما أخشى من اليوم خذلانه، ولم يكن أباكي صالحًا؛ سأُخبركِ بأنه أعظم ما أنجب التاريخ من رِجال، ولكن الحياة هكذا، تفعل بالمرء إن عقدت، ليس نفاقًا مني، ولكن حتى لا يُهان في عينيكِ الوتد الذي تتكئ عليه الفتاة إن وهنت.
اعلمي أن أي طريقٍ لا تؤدي إلى الله، نهايتها لن تنصفك،
لدي الكثير من الأقاويل التي اودُ إخبارك، ولكن إن التقينا ستعلمين، اعلمي بأنني من الآن أُحبك حد السماء، وقلم يُكتب لنا لِقاء حتى تقرأي هذا وتخرُجي لي بعناقٍ طويل، اعلمي أنني كنت سأفي بما أبرمتهُ لكِ، واعلمي أن أغلى ما أتركُه لكِ، هو نصي إلى فيروز.
أسماء غريب