أمي سيدة عظيمة، وهي سيدة الفتيات حقًا، لا أحد تعب وعانى مثلها؛ لنكون بخير وسعادة، ولا أحد يسمعُنا مثلها، ولا أحد يصبرُ علينا مثلها، إنها تمنع نفسها من الأشياء التي تُحب؛ لأجلنا؛ لنكون سعداء، إذا تعثرت يومًا لا تحكي، وتنسى تعبها عندما تسمعُنا، وتفعلُ ما نحب وإن كان ليس بحوزتها مال، ونحنُ نتمنى وهي تأتي بالأشياء؛ التي نُحب، حقًا الأم شيء عظيم جدًا، كُلما فكـرتُ ولو للحظة في التضحيات والأشياء وعندما تقول لك لا أريد وهي تُريد، إنها شخص مُبهر كافٍ في حياتي وحياة كُل شخصٍ.
أمي مُنذ عشرِ سنوات تُعاني من التعب الشديد، وخضعت لأربع عملياتٍ في وقت واحد، ولازالت تُعاني من هذا الألم، ولم يكُن يُشفى ولا يطيب الألم، أعلم أنهُ خير كبير، وأن الصابرين سينالون أجرهم في الجنـة إن شاء الله.
إنها صبرت واحتسبت، عشر سنوات تُعاني من التعب الشديد، لا أحد يعلم علاجًا لهذا، لا طبيب ولا إنسان إلى الآن، أرى أنه تعب ليس له علاج دائم، ألم شديد لها ولمن حولها، هي لم تكُن تحكي أنها تُعاني، فقط تقول أنا مُتعبة وسأكون بخير بعد قليل، في تعبها تقوم بصنع الطعام لنا وهي تبتسم، وإذا أردنا شيئًا أو تمنينا شيئًا لم نكُن إلا ونراه آتٍ إلينا.
إليكِ يا أمي نعتذر عن إهمالنا لكِ في بعض الأحيان أو أكثر الأحيان، نعتذر عن تعبك؛ الذي لا يلتئم.
عشر سنوات من المعاناة، عشر سنوات من الصبر، عشر سنوات وأنتِ لا تُهملين أحدًا منا، ولا تهتمين بنفسكِ على حسابنا.
بقلم/مريم كرم