عند خروجنا من المدرسة كنت أسير في طريقي مع صديقاتي؛ فأخبرتني واحدة منهم أنني ضعيفة الشخصية جدًا؛ لأنني جعلت المعلم يصرخ في وجهي ولم أتحدث، بجانب أنني لست جميلة وبشعة جدًا وسمينة أيضًا، وقالت أيضًا أنني لن أكون شيئًا في المستقبل؛ لأنني لا أعلم كيف أدافع عن نفسي، كانت كل كلمة تقولها تكسر قطعة من قلبي، كنت على وشك البكاء؛ فاتجهت بعيدًا عنهم، فجاءت صديقتي الأقرب إليّ منهم وجلست بجانبي وقالت لي: أنتِ تعلمين أنها لا تحبك؛ لأنكِ أجمل منها، أليس كذلك؟!
فأجبت: لا أعلم، ولكن كل ما تحدثته صحيح، ولكنك تعلمين أنها تغار منكِ؛ لأنكِ متميزة في كل شيء عنها، فاتنة جدًا، وأيضًا متوفقة في دراستك، وعائلتك تحبك وكل أصدقائك، إذًا لماذا تهتمي لكلام هذه؟ اذهبي إلى مرآتك وانظري بها؛ ستجدي فتاة جميلة ذات ملامح بريئة، وابتسمي ستجدي أن ابتسامتك تخطف كل من يراه، وانظري إلى جمال عيونك إنها تسحر كل من ينظر إليها، واعلمي أنكِ لستِ سمينة، أنتِ جميلة في جميع اوقاتك، وشخصيتك قوية بما يكفي؛ لتوجهي كل من يهينك.
ابتسمت لها وشكرتها على كل ما قالت لي، واتجهت للمنزل ووقفت أمام مرآتي ونظرت لنفسي وتذكرت كل كلمة قالتها صديقتي؛ فابتسمت لمرآتي ورددت: أنتِ جميلة في جميع اوقاتك يا أنا.
وأدركت من بعد هذا اليوم كيف لكلمة أن تجعل الإنسان يرفرف من السعادة وكلمة أخري تجعله أتعس من في الكون؛ فاحسنوا اختيار كلماتكم.
بقلم: آية زغلول