أرغمتني الأيام على الاعتراف أنني أصبحت ناضجة ما يكفي في كافة نواحي الحياة، ولكن الآن لا يزال قلبي يحن في ذكريات الماضي ورفاقه، أما عن روحي تخبرني أنكِ طفلة في الحادية عشر عامًا تتمتع بالضحك والهو وعشقها لأشياء طفولية، تبكي من أبسط المواقف، وكذلك الكلمات الجافة التي تدق مسمعكِ وتعود لكِ الابتسامة بعد بضعة ثوانٍ من وردة تلمس يديكِ في الربيع، أو من كلمة لطيفة تسعدك ومن بعدها يرحل حزنك عن هذا الوجه البريء، ما أروع تلك الأيام التي لم أعرف فيها معنى البكاء أو حتى الفراق، ولكنني جهلت الحاضر الذي سيقطع الرباط بيني وبين الرفاق، وأيضًا رحيل ضحكاتي التي كانت هي عنواني وكم كنت ساذجة في التطلع إلى غدٍ، ولم أفكر أن أمس أفضل من الغد بكثير، ولكن القدر كان يتلون باللحظة العصيبة، وكذلك المفاجأت التي تعلوها الاحباط، وأرواح اليأس أصبحت بجانبي في كل حين، تعلمت الكثير وأيضًا تحطمت على صخرة الواقع، وقد سرقت الأيام مني احلامي التي كنت أتمنى أن تتحقق في يومٍ ما، دقت على أبوابي أقصى أنواع الاختبارات الصعبة، ما عليّ أن أجتاز او أغرق في بحر الظلام من الفشل المتبعثرة في كل أرجاء حياتي، ولكن هذا لم يقف الصعوبات عائقًا أمامي، وصرت على درب المحاولة؛ لكي أحارب الاستسلام بكل الطرقات الممكنة، وفي الختام أدركت أن الصبر هو مفتاحي؛ للوصول إلى مقصدي بكل أمان.
دعاء محمد