كيف حال الجو الآن؟
- الدنيا تمطر، والهواء شديد جدًا
- كم الساعة؟
- الساعة تجاوزت منتصف الليل - عندي ألم، عندي ألم من كل شيء، أنا أتألم، أنا خائفة، أنا وحيدةٌ تمامًا، أفكر بالصراخ بأعلى صوتي؛ لأني لم أعد أحتمل، صرختُ بأعلى صوتي وفجأة وجدتُ الظلام يحوم حولي، نظرتُ إلى هناك، إلى آخر ما أستطيع من ذلك الجو الأسود، وجدتها تلك الغيمة التي أمطرت في الليل، وأخافتني، عندما كنتُ غارقة في أحزاني، كانت تتقدم وتتقدم نحوي، خطوة تلو الخطوة، وذلك الخوف يدمر أضلعي، حاربت خوفي وصرخت فيها: من أنتي؟ أين أنا؟ لا تقتربي، لا تقتربي.
لم ترد، ازداد خوفي وهلعي، صرخت ثانية: ابتعدي، ابتعدي.
تكلمت الغيمة وقالت: لماذا الصراخ؟ لماذا الخوف؟
قلت لها: بسبب، بسبب.
أنا لا أدري، لا أدري ما أقول، أظنه غُرس فيَّ منذ صغري، ذلك الخوف الذي دمر أضلعي، حقًّا أريد أن أتخلص منه، لكن يا غيمة لمَ السؤال؟ لمَ تسألين؟
همستْ لي وقالت: أنا جئت؛ لأنتزع منكِ ذلك الخوف، حقًّا ضجرتُ من كثرة بكائكِ.
قلت لها: ياليتني مثلكِ، عندما أتألم تفيض دموعي وتنهمر، ولا يعاتبني أحد على انهمارها.
انبهرت الغيمة وقالت: أنا أيضًا عندي جروح لا أقوى على تضميدها؛ فيا فتاتي افرحي، يكفيكِ ألًما، يكفيكِ وجعًا انسي كل شيءٍ وابتسمي؛ ففي قمة اليأس ينبض الأمل، أسعدي نفسكِ.
صحوتُ من غيبوبتي وابتسمتُ؛ ففي قمة اليأس ينبض الأمل، لقد توقف المطر.
The end
سلسبيل الشوادفي.
ما هذا الجمال والدلال عندما يجتمع جمال القلم مع جمال الإحساس
ردحذف