أوه، إنني لا أُطيق الشتاء بمعنى الكلمة؛ لأنه ثقيلٌ على قلبي جدًّا؛ فلو أن بإمكاني تغييره أو حذفه مِن بين فصول السنة لفعلت، فكَم يمر على بشر في الشوارع العامة حتى لا يلاحظوا أنني أمامهم، كل همهم الوصول لمنزلهم مِن أجل الدفء أثناء المطر، أما أنا؛ فلست موجودًا؛ فما أسوأ مِن إحساسٍ يراودني كلما نظرت لشخص لا يعطيني اهتمامًا؛ فأثناء هذه اللحظات أتمنى لو أن الأرض تنشق وتبتلعني؛ فكمية البشاعة المصحوبة بالمطر ليس باستطاعة المياه أن تزيلها، لا أعرف إلى متى سأستمر في كره الشتاء هكذا، ولكن ألا يحدث هذا في الفصول الأخرى؟!
فإذًا لماذا الشتاء على وجه الخصوص؟
فالشتاء عندي ذكرياته مريرة، بينما الأيام سوف تنسيني، وأرغب في عدم تذكر أيٍّ منها أبدًا.
#تسنيم_سعد_خليفة