جريدة لَحْنّ

رئيس مجلس الإدارة / عبير محمد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

اسكريبت خائن بقلم أحلام محمد. |جريدة لحن الأدبية والإخبارية.


في مكانٍ هادئ، أجلس أنتظر صديقتي"هَنَا"، قالت أنها سوف تتأخر ربع ساعة لا أكثر، وأخبرتها أنه لا بأس، كان بالطاولة المقابلة لي اثنان، يبدو عليها التوتر وبعض من الحزن، بينما الشاب كان ظاهرًا عليه علامات اللامبالاة؛ فجذبا إنتباهي؛ فظللت أراقبهما، لم أستطع سماع كل حوارهما، ولكن كنت ألاحظ أن الفتاة تبكي، وهو تسكن علامات وجهه البرود، لاحظت أنها كانت أحيانًا تتحدث بقوةٍ، وأحيانًا كان يبح صوتها ببكاء تحاول أن توقفه، ولكنها فشلت، حدثت نفسي ربما يريد أن يتركها وهي لا تستطيع تركه، وتترجاه ألا يفعل، لا أعلم حقًا كيف يفعل المرء بنفسه هذا؛ فهدأت أفكاري التي تنتج سيناريوهات عن سبب بكائها ولامبالاته التي أحزنتها بشدة، وهي تقول: أنا هحاول، بس طمني، قولي إنك مخونتش، قولي إنك مروحتش لغيري
شعرتُ بألمها حقًا، رق فؤادي لتلك المسكينة، وجدته يرفع بصره إليها قائلًا: أه، بكلم واحدة تانية.
أقسم أنني صُعقت، لم أتوقع منه مثل هذه الكلمات بتلك السهولة، لا أعلم ماذا فعلت هي؛ فمن الممكن أن تكون قد أخطأت، ولمَ أبرر له؟ فهو خائن، حتى لو أخطأت هي، وهل كانت لتخونه لو أخطأ هو؟ هل من الممكن أن أقع يومًا ما في حب شخص مثله؟ لم أستطع تخيل رد فعل تلك الفتاة التي كُسر قلبها الآن، ولكني وجدتها متماسكة، لا أعلم كيف، وهي منذ دقائق كانت تبكي، يكاد صوتها لا يخرج من جوفها، الآن تجلس أمامه بتماسك لتقول له: حسنًا، لن تراني مجدداً.
لتقوم من أمامه وهي تقول: لا تستحق الحب.
وذهبت، لم أعد أراها، شردتُ أفكر فيها، وفي نفسي إن وضعت مكانها في يوم ما، وهل سأكون مثلها في تماسكها الأخير؟ قطعت شرودي صديقتي "هَنَا" قائلة: يا خبر إيه السرحان ده؟ بنحب ولا إيه؟
لم أجبها؛ فجلست لتسألني إن كنت بخير، لأحكي لها ما حدث أمامي؛ فابتسمت بحزن وقالت: عارفة يا روان، الإنسان مننا لما بيحب بيكون ضعيف وخايف، زي العيل الصغير اللي متشعبط في مامته، خايف تسيب إيده؛ فيتوه؛ فبيفضل ماسك في حبيبه، حتى لو بيؤذيه، حتى لو بيهمله، بيدورله على مبررات يكدب على نفسه بيها، ويصدقها، لحد ما الطرف التاني يقرر يكسره بطريقته، هي مكنتش قوية، هي حاولت تلم اللي باقي منها بهدوء، وتعيط بعيد، بس الأيام هتداويها متقلقيش.
قلت لها في تمنٍ: يارب يا هَنَا تداويها الأيام، وتعوض مشاعرها وقلبها وكبريائها اللي إنهار ده.
نظرت هنا في ساعتها قائلة: طيب مش يلا نمشي، وليد هيدايق لو إتأخرت.
قلت لها ضاحكة: آه يلا هنتأخر، كله إلا الأستاذ وليد.

#أحـلامٌ محمد

عن الكاتب

💞وردة الجوري💞

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة لَحْنّ