لستَ محور الكون، يجب عليك تقبل فكرة أن العالم لن يحزن لحزنك؛ بل أنه لا يكترث لكمِّ تلك الخيبات التي تتعرض لها يوميًا، ولن تمدك الحياة بمنديلٍ عندما تبدء مقلتاك بذرف الدموع؛ بل تعلَّم أنت أن ترتشف كل أحزانك داخلك؛ فلن يتوقف الكون عن تسريب الأكسجين لأن أنفاسك أصبحت ثقيلة على الحياة؛ بل إن الحياة تستمر يا صاح، كم أن الحياة شديدة النفاق يا صديق؛ فهي الآن تعبث بمرح مع غيرك، وتبتسم لغيرك، ولكنها تعيسة عندك، وإن فكرت قليلًا ستجد أنك أنت من قرر أن يرى سوداوية الحياة، وأنت من طلبتَ من الحياة أن تمنحك الجانب المظلم منها؛ لهذا توقف عن اللطم على أُناس لم يحبوك أبدًا، وتوقف عن النظر للخلف رغم أن الأمام يبتسم لك، الحياة كالزهرة، يمكنك أن تستنشق عبيرها بمتعة، أو أن تظل خائفًا أن يصيبك شوكها. لهذا تجرع قليلًا من الجرأة واخطو للأمام، طيلة كل هذه السنوات تنظر إلى النصف الفارغ من الكوب. بالرغم من أن نصفها ممتلئ أمامك بهذا المشروب الذي تفضله، أنت من يمكنه إسعادك، وأنت أيضًا من يمكنه العيش بداخل مخبأ مظلم طيلة حياتك، يمكنك أن تختار إشراق الشمس والعبث مع الحياة، أو ظلام الليل والبكاء قهرة على أشياء لن تعود، أنت فقط من بإمكانه أن يحيا بالطريقة التي يريدها، أنت فقط.
*_وفاء طارق_*