عندما أتحدث عن متى يكونُ لقائنا لا أتحدث عن أن أراك، فأنا أراك في حُلمي وأراك حقيقة؛ لكنِ أقصد باللقاء، لقاء الصُلح، متى تغفر لي خطئي وترجعُ إليّ سالمًا؟ متى هو لقاء الأجسادِ ببعضها، أن أراك حقيقة تتحدثُ معي تقول لي ما بكِ؟ لماذا أنتِ شاردة وتقول لي لا تبكِ أنا بجانبك وتطمئنني أنكِ هُنا؟ هذه المرة فقط لأجلي لا لأجلهم، وتقول لي رجعت لأجلك فاشتقتُ كثيرًا لضمك ولنظراتك لي، اشتقتُ للهفتي إليك عند مجيئك ولهمساتك في أذني، واشتقت لنظرتي إليك وأنا أبكي فرحًا، أتذكر يوم مجيئك لي أول مرة كيف كُنت خجولة ولست قادرهً حتى على النظر إليك، أتذكر ثاني لقاء عندما قلتَ لي هذه المرة تختلف عن المرة السابقة، فأنا هُنا لأجلك، لأجل ما شدني إليكِ، أتذكر كل مرة كنت تتركني وتذهب كيف كان الشوق يقتلني، أتذكر سهرَ الليالي معك للصباح وكُنتَ آخر من أنظر إليه وبعدها أذهب للنوم، كيف لي أن أنسى ذكرياتك وهي روحي؟
أتذكر أيضًا آخر لقاء وآخر حِضن وآخر وداع، لم تقل لي أن هذا اللقاء الآخر وكلماتِك الأخرى لم أكن لأتركك حينها، اشتقت لك، اشتقت لعيونك، لهمساتك، لضحكتك، اشتقت لتفاصيلك كُلها، غيابك طال وأنا أنتظر، ليتك تعود وتُرجِع لي قلبي الذي أخذته معه، لماذا تركت ولما لم تخبرني أنك سترحل؟
كان عليك إخباري ذلك في آخر وداع، ليتك هُنا تضمد جُرحي، ليتك هُنا لأطمئن من جديد، ليتك هُنا لأرى ابتسامتك فأبتسم، ليتك هُنا فأنا أحتاج حِضنك.
#الكاتبة_مريم_كرم