كلما ظننت أنني انتهيت منك تعود إليّ، كورقة خريف لن تسقط، كطيف فكرة لا تموت، كظل لا ينكسر، إنها الليلة التاسعة بعد الألف لفراقك، غبية أنا للمرة التاسعة بعد الألف، أعتقد بأنه يمكنني تجاوزك، كيف أتجاوزك؟
أنا حتى لا أعرف كيف أتجاوز الشارع دونك، كيف أتجاوزك؟
لو تفعلها أنت، مثلًا تحررني من روحك، من أفكارك، من آخر نصٍ على صفحتك الشخصية يشتاقني كما أنت، من صورتك التي أحبها وتشبهني فيها جدًا، لو تحررني من ملامحك، من صوت فيروز أحيانًا، أتمنى لو أن نعود أنا و أنت، أنت الأساسي وأحبك بالأساس، تعود إليّ كلما تهت في الطريق وتعبت من عبور الشارع وحدي، كلما فشلت في اتخاذ خطوة جدية تأخذني منك، لا شيء قادر على نزعي منك، حتى أزمات العالم والمدن الثلاث التي تفصل بيننا، حتى المطارات والنداء الأخير لم يتمكن يومها من نزعي منك، تعود إليّ كلما ردتني الأشياء عنها، لن أنتهي منك ولن تنتهي مني، عالقة أنا في ضلعك الأيسر، أقرب من الشريان الذي يضغط على قلبك، أعود وحيدة دائمًا وكأنني خلقت لأجلك، وحيدة أنا،
وحيدة جدًا لأجلك.
لـ هاجر عبدالوهاب