ما بي؟
لماذا أصبحتُ بهذه البشاعة الداخلية؟
حتى الأصدقاء ابتعدتُ عنهم، أصبحتُ لا أطيق الحديث معهم، حتى الدراسة أصبحتُ لا أكترثُ لأمرها، والأصدقاء عندما احتجتهم لم أجدهم، وجدتُ نفسي وحيدًا في أرضِ الغُربةِ، لا هذا ولا ذاك، أذكر منذ زمن طويل، أميرة كانت تهتم بأدق تفاصيلي، وكنت أصدها بتصرفاتي الباردة، وكلماتي القاسية عليها، حتى أصبحَت تُراقبني بالخفاء، ولأنها بيضاء القلب نحوي لم تحاول يومًا إذائِي، حتى أبعدت الظروف مسافاتنا، وذهبتُ لإكمال دراستي؛ حتى أدركتُ أنني قد فقدتُ أميرة قصري. جلستُ مع نفسي أُنادي: عودي يا أميرتي، فقد هلك أميركِ من الخيبات، أصبح بلا ملامح، باهت اللون، راكِدُ المشاعر، عودي وأعدكِ بأنْ أنسيكِ آلامكِ التي كنتُ أنا سببها، سأُضمدها، سنشفيها سويًّا.
أجابت: ولكن ما فائِدة النداء عند فوات الأوان يا أميري؟
لـ هاجر عبد الوهاب.