كلما نظرت إلى الأماكن والشوارع تمتلئ الذكريات، عقلي وقلبي لا يزالان يحنوا لك، حتى الشوارع تحِن لخطواتنا سويًا بها، إن فراقك عني يقتُلني ببطء، لِمَ لَمْ تخبرني حتى بموعد وداعِنا ؟
لم أكن لأترك حِضنك، لم أكن أعلم أن هذا الحِضن حِضنُ وداعِنا الأخير، أتظنُ الحديث عنك سهلًا؟
إن قلبي يحارب الواقع ولا يزال يرفضُ تخيل الواقع من دونك معي، لمن أعاتب؟ لك أم لنفسي أم لشوارع فراقُنا أم لحِضن آخر لقاء؟!
لمن أشتكي ألمي وجُرحي في غيابك؟
لمن أعاتب الأيام والليالي الطوال؟
ليلي ذكرياتك ونهاري أملأه بالضغط كي أنساك، وآتي ليلًا من التعب أقول سأنام لكن لا أنام، كُنت نهاري وليلي، كنت يومي، لم يكن يومي بدونك يُروي ولا يُميز، أنظر للشوارع نظرة المشتاق وأتفقدك بكل شارعٍ أمُر فيه وكأن كل آمالي في الحياة أن أراك صدفةً مجددًا.
#الكاتبة_مريم_كرم