في إحدى الأيام في منزل وليد الذي يمتلك عائلة مكونة من زوجته "بشرى"وخمسة فتيات صغار، خبرهم بأنه سيترك المنزل وسيذهب لأنه سيتزوج امرأة تستحق أن يستمر معها طوال حياته وأنهم يجعلوه يشعر دائمًا بالحزن والاكتئاب، وأنه يريد طفل ذكر يحمل اسمه ونسبه، استمر أطفاله يبكون ويتوسلوا له بعدم الذهاب، فقال لهم: لن أفني عمري معكم.
وذهب دون أن ينظر خلفه.
زوجته حاولت أن تكتم بكائها لتعطي أطفالها القوة، وكانت على أمل بعودته، ولكن أرسل لها ورقة طلاقها ولم يرسل لهم أموال، وتزوج من امرأة أخرى بالفعل وذهب معها إلى قرية الأمل ورزق بالطفل الذكر الذي يريده، واستمرت بشرى تعمل ليل نهار، اهتمت بتعليم الأطفال بنفسها ومرت الأيام وأصبح جميع أولادها خريجين جامعات وحققت إحدى بناتها المعجزة وأصبحت دكتورة جراحة مشهورة تعمل بإحدى المستشفيات الكبرى ووفرت لعائلتها بناءً يقيموا فيه، شاء القدر أن تذهب هي وأصدقائها لمشفى لقرية الأمل لعلاج الناس هناك مجانًا لمدة أسبوع، في إحدى الأيام أتى والدها وزوجته للكشف على ابنه لأنه مريض قلب، عند دخوله علمت أنه والدها لأن والدتها كانت تجعلهم يرون صورته ولم تتغير ملامحه كثيرًا، لكن هو لم يعلم أنها ابنته لأنه تركهم صغارًا، فلم تُبدي بمعرفتها له وكشفت على أخيها وبلغتهم أنه لابد يعمل عملية في قلبه بشكل عاجلٍ، انهاروا أمامها من البكاء وقال والدها لها: ليس معي مالًا لأصنع له عملية.
فقالت لهم أنها ستقوم بصنع العملية له مجانًا.
فاستمروا يدعوا لها، وبالفعل صنعت عملية له في قلبه ونجحت العملية، فبكى الأب من السعادة عندما خبرته، فأمسك يدها وقال لها: رضى الله عنكِ يا بُنَيَتِي.
فابتسمت ابنته وقالت له: بالفعل أنا ابنتك، عائلتك التي تركتها منذ سنين من غير مال لأنهم فتيات إحدى بناتك عالجت ابنك الذي لم ترَ غيره في الحياة.
فتفاجأ وليد وحاول أن يتحدث معها، فقالت له: أتمنى الشفاء العاجل لأخي.
وتركتهم وذهبت، استمر وليد ينظر لها أثناء ذهابها نظرة ندم على ما فعل إلى أن اِختفت من أمامه، فذهبت الدكتورة إلى عائلتها واستمرت تقبل يد والدتها وتشكرتها على التضحية التي قامت بها من أجلهن، وشاهدوا فيلمًا معًا وكانت قهقهاتهم تصل لكل مكان.
صفاء العيسوي
قصه جميله واقعيه تحكي واقع مرير
ردحذفيمتاز اسلوب الكاتبه بالابداع والتميز في التأليف والسهوله الممتنعه بالتوفيق ان شاء الله
ردحذفاسلوب مميز وقصة جميلة
ردحذفالبساطة وعدم التكلف مع الواقعية و الموضوع الهادف هي ابرز سمات هذه القصه .. تحياتي للكاتبه وادعوها للمزيد فما احوجنا لهذا الأسلوب
ردحذف