جريدة لَحْنّ

رئيس مجلس الإدارة / عبير محمد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

على أوتار العشق بقلم: حسن محمد كامل.| جريدة لحن الأدبية والإخبارية.

بسم الله الرحمن الرحيم
قصة: على أوتار العشق
إهداء:
إلى الأديب الرومانسي والرومانتيكي
إلى الراحل يوسف السباعي رحمة الله عليه.






الفصل الأول: الانفجار
كانت السماء شبه عائمة، أو كمان يقولون هيئة الأرصاد الجوية عائمة جزئيًا في مدينة لوس أنجلوس، والمدينة هادئة تمامًا وكل شيءٍ يسير كالمعتاد فيها إلا من إحدى شوارعها التي اكتظت بعربات الشرطة التي لم تتوقف سريانها عن إصدار صوتها المزعج وعربات الإطفاء وأيضًا السيارة الخاصة بخبراء المفرقعات، وحول البقعة التي يتواجد بها خبير المفرقعات مرتديًا بدلته الواقية وخوذته الواقية أيضًا، التف على بضعة أمتار منه الشريط الأصفر ذا الخطوط السوداء القصيرة، والشرطة ورجال الإطفاء والأُناس خلفه والجو مليء بالتوتر والخوف، وفي كل العيون ترقب وخوف وذعر والقلوب تدق بقوة عند كل الناس منتظرين أن يعطل خبير المفرقعات مفعول القنبلة قبل أن تنتهي المدة المحددة وتنفجر ويحل الخراب والفوضى بكل صورها، وأخذ الضابط مايكل يتحدث بجهاز الإرسال قائلًا: تم إخلاء كل البنايات المحيطة بمكان وجود القنبلة حتى المتاجر، والآن نحن منتظرين أن يبطل وتعطل القنبلة، حول.
راح الصوت على الجانب الآجر يجيبه، على حين كانت السيدة مونيكا التي تقف ضمن الناس الذين الأغلبية لهم شقة في البنايات التي تم إخلائها تتحدث مع زوجها السيد شون: ادعِ الرب يا شون أن يبطل الخبير القنبلة قبل أن تحل الخراب علينا ونموت جميعًا.
أخذ شون يرسم الصليب على جسده بأكمله ثم راح يدعو للحظاتٍ وكان مغمض العينين، ثم فتحهما ثم قال: ولكن يا مونيكا عندما هبط جميع سكان البناية الخاصة بنا لم أجد فيهم ليندا، ألم توقظيها؟
التفت إليه مونيكا وهي تقول: ليندا ليست في شقتها، إنها كانت خارج المنزل منذ البارحة ولم تعد إليه إطلاقًا.
سألها شون وهو يتنهد ويراقب الشرطة الواقفة عند الشريط الأصفر: وكيف عرفتِ؟
أبعدت مونيكا بصرها عنه لتشاركه النظر إلى الشرطة وهي تقول: أنسيت يا شون الكاميرات الموضوعة بداخل البناية؟! أنسيت أنني ظللت مستيقظة حتى الثانية أمام الكاميرات وكان كل السكان قد عادوا وكان آخرهم السيد جاو الذي دخل إلى البناية الساعة الواحدة والنصف؟! تبقى ليندا التي لم تعد.
هز شون رأسه دون أن يجيبها وراح يراقبان في صمت.
على حين تحرك الضابط مايكل متخطيًا الشريط الأصفر من فوقه متجهًا إلى خبير المفرقعات، ليقول له وهو يربت على كتفه: أهناك أمل؟!
هز الخبير رأسه دون أن يجيبه قائلًا: أتعشم ذلك وأنا أبذل ما في وسعي.
نظر مايكل إلى توقيت القنبلة الذي أصبح متيقنًا دقيقتان على انفجارها، فبلع ريقه وربت مرة أخرى على كتف خبير المفرقعات ثم ابتعد والخوف والقلق والتوتر يملأن المكان بقوة.
منذ أن أبلغ أحد عن وجود حقيبة تحتوي على قنبلة وجدها بجانب صمام الخطر للإطفاء المليء بالماء، فأبلغ الشرطة وأتت، وكل هذا وليندا نائمة في شقتها في سبات نوم عميق جدًا، وبدأ جفنيها في التفتح ببطءٍ وتكاسل إلى أن انفتحت عيناها بالكامل، وراحت بمقلتيها تنظر يمينًا ويسارًا، ثم نهضت من على السرير وراحت تشد وترخي جسدها في تكاسل، وتوقفت لتنظر إلى ملابسها لتجد أنها لم تبدل ملابس العمل وترتدي ملابسها المنزلية، ثم هرشت وداعبت أناملها بين خصلات شعرها قائلة: البارحة كانت شاقة للغاية.
ثم عادت تشد جسدها ثم ترخيه، ثم اتجهت إلى الحمام ودلفت إليه، كل هذا ووقت القنبلة ينخفض، مع انخفاضه القلوب بدأت سرعة دقاتها تزداد والخوف بدأ في التحول إلى ارتجاف في أجساد الناس لينغمر في الوقت نفسه الأمطار كالسيول، وياله من مشهدٍ!
 ونهض خبير المفرقعات فجأة وراح يهز رأسه قائلًا: ليس هناك فائدة.
ثم خلع الخوذة صارخًا: اخلوا المكان، القنبلة ستنفجر في أقرب وقت ممكن، هيا.
وبعد انتهاؤه من قول عبارته علا صراخ الجميع الذي وصل وصك مسامع ليندا التي خرجت بسرعة من الحمام وهي تقول في ذعر: ما الأمر!
اندفعت إلى النافذة لترى المشهد بأكمله، مشهد فرار الناس ورجال الشرطة وكل الموجودين، ففي سرعة اندفعت ليندا خارجة من شقتها وراحت تقفز قفزًا هابطة على درجات البناية متناسية وجود المصعد من فرك الرعب والهلع، والقنبلة شارفت على الانفجار وليندا مازالت تهبط على الدرجات، وكان مشهدًا آخرًا يحبس الأتفاس وكان سباقًا رهيبًا، وعندما وصلت ليندا إلى مدخل البناية اندفعت لتخرج من البوابة لتصبح خارج البناية وراحت تعدو بأقصى سرعتها قافزة فرق حاجز الشريط الأصفر، وثلاثة...اثنان...واحد، واندفعت موجة تضاغط من القنبلة لتجتاح الشارع الذي انفض من الكل إلا ليندا التي وصلت إلى ناصيته، وكان على وشك أن تصيبها موجة التضاغط لولا ذلك الشاب الذي حملها بين ذراعيه لتنتشر الألسنة اللهب في الشارع ويتصاعد الانفجار ليصحب معه الخراب والتدمير.
كل هذا وليندا فقدت الوعي، وعيناها رأت آخر شيءٍ ألا وهو عين الشاب قبل فقدانها لوعيها، ثم أصبحت في عالم اللاوعي، أصبحت فيه تمامًا.
*****
نهاية الفصل الأول: الانفجار.

عن الكاتب

💞وردة الجوري💞

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة لَحْنّ