أعلم أنني لا أعلم ما بك، ولكن ما أعلمه أن جميعنا مبتلا، جميعنا لدينا هذا الجرح الذي لو قضىٰ عمره كله يتألم منه ما كفىٰ، جميعنا أيضًا يشعر أن بلاءه الأعظم، ولا يوجد ما هو أصعب مما يحيا، يا هذا، بلاءك نعمة عند غيرك؛ وبلاء غيرك نعمة عندك؛ لذا ستجد من حولك غير مهتم بما أنت فيه، ستجدهم غير مهتمين بألمك، وربما لا يشعرون بك من الأساس.
لكن يسعدني أن أخبرك بأنه يوجد من يعلم أن بلاءك عظيم، ويعلم أيضًا قدر الضيق الذي في صدرك، ويشعر بك أكثر من غيره وربما أكثر منك؛ بل وينتظرك تشكو إليه ضعفك وهمك وحزنك، نعم، إنه الله، ربك وربي، ينتظر منا أن نلجأ إليه، نحكي له ما يعلمه وما هو أعلم به منا، هو يحب أن يسمعك تخاطبه، أتعلم! هو ابتلاك حتىٰ تأتيه، نعم، يحب قربك، ابتلاك لأنه يحبك ويحب قربك، يريدك أن تناجيه وتشكي وتحكي، إنه ينتظرك فلا تتأخر.
استعن في محنك وكربك بالقرب منه، أكثر من ذكر الله والحمد خاصةً، واحمد الله كثيرًا كثيرًا كثيرًا؛ فالحمد يزرع في القلب الرضا ويعينه على الصبر، وصلّ على النبي ففي الصلاة عليه تفريج للهم وذهاب للحزن وقضاء للحوائج، إنها دواء المؤمن.
كل ما عليك عمله استجب لنداء الله.
"فاسجد واقترب".
فقط اقترب من ربك، هيا أسرع إنه ينتظرك.
آمنة سامي
🤍❤️🤍💚🤍❤️🤍
ردحذف