البارت الثالث من القصة
وقالت: يا شيخي، جاء شاب وقال لي سأخرجك من هذا الظلام، علمت أنه يريد استغلالي، كيف أخرج من هذا الطريق؟ لن يتركني حارث ولن يتركوني الناس، ليس لي مخرجًا للعودة.
الشيخ وهو يبتسم: سأساعدك أنا على الخروج من هذا الظلام.
غمزة: كيف؟
الشيخ: أنا أمتلك مكتبة بها أدوات دراسية، توظفي عندي يا ابنتي.
قالت له: وأين سأقيم؟
قال: يوجد غرفة بجواري، اجلسي فيها واعملي في المكتبة وادفعي إيجارها وسأعطي لكِ مرتبك مقدمًا لكي تأجري هذه الغرفة، الأمر بسيط يا ابنتي، ولكن الصعب هو الإصرار على فعل الصواب.
غمرها السرور وقالت له: لا أعلم كيف أشكرك.
قال لها: تشكريني عندما تختاري الصواب وتستمري عليه.
فأخذها الشيخ وأقامت في هذه الغرفة، عملت في المكتبة معه.
قال لها ذات مرة:يا ابنتي، اقرئي الكتب واعلمي ما بها؛ فهي النافع في هذه الحياة، الكتاب يا ابنتي هو سلاح الإنسان.
فكانت تعمل وتقرأ في الكتب الموجودة، تعلمت الكثير من الأشياء، ولكن أكثر ما وجدت نفسها فيه، "قراءة كتب الطب"؛ فعلمت الكثير من الأشياء في هذا المجال، وادخرت غمزة أموالًا من عملها وأحضرت لغرفتها بعض الأثاث.
أحست غمزة بسعادة لم تشعر بها من قبل، فقد تذوقت طعم المال الحلال، تذوقت طعم الاستقرار، لكن بالطبع ستجد من يحاول أن يأخذ سعادتها هذه منها.
يتبع...
صفاء العيسوي