جريدة لَحْنّ

رئيس مجلس الإدارة / عبير محمد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مكان راحتي

 



فى ذلك اليوم الذي كان فيه صدري ملبدًا بغيوم التفكير فيما مضى وفيما هو آتٍ، فى ذلك الوقت الذى كادت الشمس فيه أن تسدل الستار عليها لتهنئ بنومة هادئة وتترك للقمر فرصة النهوض من نومته القصيرة، قبيل غروب الشمس تمامًا وإذ بقدماي تقودانني إلى حيث يرتاح قلبي وذهني، إلى حيث أطلق العنان لصرخاتي وآهاتي، إلى حيث أنفض عن نفسي بعض الطاقة السلبية وأستمد القوة من جديد، 

إلى شاطئ البحر، هناك حيث لايراقبني أحد من البشر، هناك حيث ينظر اليّ رب البشر، هناك حيث المنظر البديع الذى ينسيك همومك تماماً، وإذا بقدماي تتوقفان أمام البحر وإذا بعقلي وقلبي ينظران إلى صفاء الماء وبهائه، وإذا بى أنظر بعيناي إلى الماء فأرى انعكاسًا لصورتي فى اعماق البحر، ولوهلة لم أعرف من أكون، هل أنا تلك الفتاةالبريئة التى كانت كثيرة الضحك والمرح؟!، مالذى حل بي؟ لما أرى انعكاس صورتي بهذا الشكل المفجع؟ لم أتحمل هذا المشهد المؤلم، مشهدي وقد تغيرَت ملامحي وتغير كل شيئ فيّ، فوضعت يديّ على قلبى، وأغمضت عيناني، وأطلقت لسان المزمار الذى كاد ان يتحجر، وصرخت بأعلى صوتي، وأفرغت جميع الآهآت التى كنت قد أختزلها بداخلي، حتى شعرتُ بأنني صرت خاليةً من الاوجاع التي كانت تعترينى وتعترى رأسي وقلبي، وأغمضت عيناي لوهلة لأدرك ماقد فعلت فلم أتمكن من تذكر ماحدث، وعندما فتحت عيناي وجدت أن إنعكاس صورتي المتوحش على المياة قد اختفى وتبدل بأخر رقيق، بصورتي أنا حقّاً،  

ثم إلتفتُّ لأعود من حيث أتيت قبل أن تتمرد عليّ الشمس وترخي كامل الستار ولا أجد طريق العودة، فانطلقت وأنا كالفراشة التى تحلق بين البساتين بدون هموم ولا عناء، انطلقت كمن وُلِدَت لِتوّها لاتحمل همومًا ولا مشاقّ. 


لـ هند نشأت.

عن الكاتب

روضة

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جريدة لَحْنّ