وما أصعبُ مِن أن يُنتزع مِني الأمانُ عِنوةً، تأتيني الطعنات كأمواجِ الشتاء المُتعاقبة يهابها الجميع، تنخُر في عِظام قلبي، وتُقسِّمهُ إلى أشلاءٍ، لا أدري أي شِلو أتبع؛ لِأنقذ نفسي وأخرجُ مِن وسط هذه الأمواجِ الشامخة، اندلع الحريقُ بداخلي، ولكِن ألا مِن مهربٍ أرمَلَ إليه؟
بصيصُ نارٍ تأرجح بين أضلُعي، وكأني مُكبلًا في تِلك الحُقبة مِن الدُّجن ولا أستطيع الهرب مِن كُلِّ إملاقٍ مررتُ بهِ، واللهِ ما أعرِفُ كيف انحدرتُ هكذا بين قلاقِل الدُّنيا، ولو قُيِّضت لِي فُرصة الرجوع؛ لرجعتَ بدلًا مِن مواصلةِ أضاعتني وسطها، فما لِشفاءِ روحٍ بُعثرت، وتعثرتَ؛ سِوى تكسيرُ تِلك القيود، وتأكُل الذكرياتِ الأليمة، وإخمادُ الحريق الداخلي، والعثور على بصيصُ أملٍ بين الحنايا، فواللهِ ضاق بي ذرعًا، وأحسستُ أن القلبُ ينبضُ بحثيث، فهلّ للنهاية أن تكون مُنصِفةً لي؟
*_سُمية ابنة فوزي.*