طفلةٌ بلهاء عُقِبتُ بها كالحجيم، منذ ولادتها وهي بالكاد تعي بضع كلمات، ويالَّ الأسى فهي ابنتي، أيجب المُناضلة في طريقٍ شائك كهذا؟!
دائمًا أنظر إليها، أعي أنها بلاء اجتاحني من يوم ولادتها، لمْ تفلح إلا بنقوشٍ فارغة على بضع وريقات، أنا لستُ أبًا قاسيًا إنها الحياة من قست على كلينا!
على الدوام تقترب مني ولكن ترنح قلبي للفرار عاجزًا، جاءت نحوي يومًا مُتعثرة وبين يديها وريقة إحدى نقوشها البالية؛ فصرخت بها: أن كفى لقد ثقُلت بِمَ يَفيض به الكيل، ومن ذلك الحين لمْ تعد تُصدر صوتًا، ولأول مرة أراها قد استدركت كلماتي، واختفت من الوجود حولي، انقبض قلبي، وذُهلت ملامحي حين رأيتُ ما قد رسمت صغيرتي، أجل فهي كانت تَرسم، سحقًا!
ربما هي صغيرة لا تعي الكلمات، ولكن هي تعي الحب جيدًا، وإذ بأنها اكنت تنقش وجهي؛ فما كان لي إلا أن قتلت قلبها البريء، وما كان منها إلا أن تَمحي وجهي حتى شابَّت الورقة باهتة، ها هو الوجه منثورًا، وأنا من نثرته بتلك القسوة التي خُلقت بين أضلعي؛ حتى الورقة لمْ تتحمل قسوتي، أيا صغيرتي لقد أصبتِ التقدير؛ فأنا أبًا باهتًا!
لـ آية حمام "لُطف".