كيف لكِ أن ترحلي في تلك اللحظة؟
ألم تقولِ دعنا نحارب القبائل من أجل أن يدوم حبنا؟
أعلم جيدًا أنني عارضتُكِ كثيرًا في ذلك، ولكني كُنت قادمًا إليكِ الآن، لِمَ رحلتي؟
أعلم جيدًا كم عانيتِ من أجل أن نلتقي! وإن كانت قبائِلُنا يمثلون لبعضهم الكره والعدوان، كُنت أنا وأنتِ لا نمثل لبعضنا سوى الحب، برغم قطعي لوصالُكِ كثيرًا، برغم تكبري واختياري لقبيلتي إلا أنني كُنت اُحبُّكِ كثيرًا، لا ترحلين وتتركيني هكذا، الندم يتملكني، الندم نارًا تآكل في وتين قلبي، وأنتِ وتيني، أنتِ سبب عيشي، إن عزمتِ على الرحيل فخُذِ بيدي معكِ، لو عاد الزمن لِمَا تركتُكِ؛ لأخذتُ بيدكِ وهربنا بعيدًا، تبًا لكل من وقفا ضد حبنا من أجل العدوان، وتبًا لتكبري حين تركت يدكِ، وأنا أقول: بأن الحب لا يفيد إن تركت أرضي، وأنتِ أرضي، ومملكتي، ووطني؛ فكيف لقلبي عزم على هجرُكِ، لَمّا كُنتُ بكل تلكَ القسوة معكِ، كُنتُ جاهلًا حين خُنتِ عهدي؟
كيف لي الآن أن أطلب السماح منكِ؟
كيف لي الآن أن لا أعزمك على هجوركِ وقد هاجرتيني وهجرتي العالم أيضًا؟
كيف لقمري أن يكتمل الآن؟
وكيف ستمضِ الأيام؟
وكيف ستكون سمائي بعد رحيلكِ مزينةً بالألوان؟
أرجوكِ عودِ؛ لتعود السعادة ونصبح أجمل اثنان، واللعنة على قبيلتي، وقبيلتُكِ، والعدوان
لـ هاجر محمد "جورا